افتتحت جامعة الشارقة مركز بحوث الأمن السيبراني وتحليل البيانات، بحضور معالي سارة الأميري وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة، وسعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، ويندرج هذا المركز ضمن مراكز التميز المتعددة في معهد البحوث للعلوم والهندسة "RISE" بالجامعة.

الشارقة 24: 

شهدت معالي سارة الأميري وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة وبحضور سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، افتتاح مركز بحوث الأمن السيبراني وتحليل البيانات بجامعة الشارقة. ويندرج هذا المركز ضمن مراكز التميز المتعددة في معهد البحوث للعلوم والهندسة "RISE" بالجامعة، ويهدف إلى إشراك المؤسسات الحكومية والخاصة في الدولة وكذلك قطاع الصناعة والمجتمع لديها في تعزيز الوعي بالأمن السيبراني والمرونة الإلكترونية واعتماد الذكاء الاصطناعي من قبل جميع الشركات، كما يسعى للتعاون مع الشركات ضمن مجال الاهتمام من خلال تبادل الخبرات والعمل على إنتاج الحلول وأدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمنع الشبكات الإجرامية والجهات الفاعلة الخبيثة من سرقة الملكية الفكرية والبيانات الشخصية.

وفي كلمة لها أكدت معالي سارة الأميري، أن مركز بحوث الأمن السيبراني وتحليل البيانات ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني ويعكس التزامنا بدعم جهود البحث والتطوير في القطاعات الرئيسة، كما يدعم سرعة الاستجابة إلى الأحداث الطارئة، بما ينسجم مع "مشاريع الخمسين"، التي أعلنتها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تتضمن سلسلة متكاملة من المبادرات بهدف دعم الاستراتيجيات الوطنية وبناء اقتصاد مستدام للخمسين عاماً المقبلة.

وأضافت معاليها بأن تقدم الدول في مجالات العلوم والتكنولوجيا هو انعكاس لزيادة المخرجات البحثية، ونحن في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة وضعنا البحث والتطوير ضمن أهدافنا الاستراتيجية الرئيسة، وذلك لتعزيز مكانة الدولة كوجهة عالمية رائدة في صناعات المستقبل، وندعم من خلال الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة التوجهات الوطنية لتعزيز مخرجات البحث والتطوير التي تركز على استخدامات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وعلم الروبوتات، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والتكنولوجيا الحيوية وغيرها.

وخلال الافتتاح ألقى سعادة مدير الجامعة كلمة، رفع خلالها أسمى آيات الشكر والتهاني إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ومؤسس جامعة الشارقة، وإلى سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، على رعايتهما ودعمهما لافتتاح هذا المركز، كما شكر معالي سارة الأميري على انضمامها لهذا الحدث المهم من خلال افتتاح مركز بحوث الأمن السيبراني وتحليل البيانات. 

وأوضح قائلاً: "قمنا بتبني وتطوير مجموعة واسعة من برامج الأمن السيبراني وبرامج البكالوريوس والدراسات العليا في الذكاء الاصطناعي، ويمثل إنشاء هذا المركز التزامنا في تعزيز الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة واقتصادها، حيث ستقدم جامعة الشارقة خبراتها والمواهب لدى أعضاء أسرتها ومرافقها لمواجهة التحديات مع ظهور هذه التهديدات المعقدة الجديدة". 

كما أعرب سعادة مدير الجامعة عن التطلعات إلى دعم معالي الوزيرة لبعض المشاريع المهمة التي تقوم بها أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك مثل النظام العالمي للملاحة بالأقمار الصناعية "GNSS" وشبكة الشهب التي تقوم بها الأكاديمية الآن بالإضافة إلى ثلاثة أبراج، وسعي الأكاديمية في إنشاء مركز جمع معلومات الـ "GNSS" في مركز واحد لتسهيل تبادل المعلومات، مع أهمية دعم وكالة الإمارات للفضاء لهذين المشروعين".

واستعرض الأستاذ الدكتور معمر بالطيب نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا، المكانة المرموقة التي وصلت إليها جامعة الشارقة في البحث العلمي، والبنية التحتية التي وصفها بالقوية التي تتميز بها من حيث عدد وكم الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية الرصينة من جميع التخصصات والمجالات، موضحاً أن الجامعة تعمل من خلال معاهدها ومراكزها البحثية والفرق والمجموعات متعددة التخصصات لتشمل مجالات العلوم الصحية والطبية والعلوم والهندسة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، والتي تتوافق أهدافها مع استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة في تفعيل بحوث علمية وإيجاد الحلول للتحديات التي تواجه المجتمع.

وقدم الأستاذ الدكتور عبد الله شنابلة مدير معهد البحوث للعلوم والهندسة، عرضاً أوضح من خلاله مراحل تطور المعهد وإنجازاته خلال السنوات الماضية واستعرض الخطط الاستراتيجية للمعهد بما في ذلك المراكز والفرق والمختبرات البحثية والتي تعمل بجامعة الشارقة من خلال معهد البحوث للعلوم والهندسة إلى جانب الخطط المستقبلية لإنشاء المزيد من المراكز البحثية في تخصصات حديثة ومتقدمة، وأشار إلى أن الجامعة عملت على توفير كافة المختبرات والمعامل المتخصصة التي يحتاجها مركز بحوث الأمن السيبراني وتحليل البيانات وفق أفضل المعايير العالمية.

كما قدم الأستاذ الدكتور أحمد بوريدان مدير مركز بحوث الأمن السيبراني وتحليل البيانات، نبذة تعريفية عن المركز وأهميته ودوره في خدمة المجتمع المحلي، وعرض الاستراتيجيات التي يعمل بها المركز، مشيراً أن المركز يضم 5 مجموعات بحثية وهي: مجموعة بحث وتطوير دولة الإمارات العربية المتحدة المنفتحة، ومجموعة الأنظمة الموزعة والشبكات، ومجموعة الشبكات وأمن المعلومات، ومجموعة التعلم الآلي ومعالجة اللغة العربية، ومجموعة تعدين البيانات الضخمة والوسائط المتعددة، كما أوضح أن بعض المجالات البحثية التي عمل عليها المركز ومنها: بحث عن تحديد كاميرا الطب الشرعي، وبحث عن تحليل إخفاء المعلومات بالصوت والصورة، وبحث عن روبوتات الدردشة، إلى جانب بحث عن كشف التهديدات المستمرة المتقدمة "APT"، وبحث عن نوبة صرع عند الولدان. 

وعُقدت على هامش الحفل جلسات نقاشية ترأسها الأستاذ الدكتور عباس عميرة عميد كلية الحوسبة والمعلوماتية، وتحدث خلال هذه الجلسات ممثلين عن مجموعة من الشركات والهيئات المحلية والإقليمية المتخصصة والمعنية بمجالات الأمن السيبراني وتحليل البيانات لتهيئة فرص التعاون التي تخدم المجتمع والربط بين خبرات الجامعة البحثية والخبرات الصناعية والحكومية ومن هذه الجهات المشاركة: بلدية دبي، دائرة الحكومة الإلكترونية بالشارقة، وزارة التكنولوجيا المتقدمة، دائرة عجمان الرقمية، شركة أوراكل، خدمات أمازون الإلكترونية، شركة هواوي، الهيئة العامة للطيران المدني، شركة آي بي أم، شركة ديل، مركز دبي للأمن الإلكتروني، شركة تيليتيك.

وشمل الحفل متحدثين من القطاعات الأكاديمية والصناعية والحكومية، بالإضافة إلى أنه تم عقد مائدة مستديرة ترأسها الأستاذ الدكتور قاسم ناصر، والأستاذ الدكتور أشرف النجار من جامعة الشارقة بعنوان: "الحاجة إلى سد الفجوة بين الأوساط الأكاديمية والصناعة والحكومة – التحديات والفرص" بمشاركة خبراء من القطاعات الثلاثة.

وحضر حفل الافتتاح كل من السيد ماجد الجروان نائب مدير الجامعة لشؤون العلاقات العامة، والمهندس عمر خلفان حريمل الشامسي المدير التنفيذي لواحة الشارقة للتكنولوجيا والابتكار، وعدد من عمداء الكليات ورؤساء الأقسام والباحثين وممثلين عن المركز، ونظم حفل الافتتاح مكتب نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا من خلال قسم العلاقات المجتمعية للبحث العلمي ومكتب نقل التكنولوجيا بالتعاون مع معهد بحوث العلوم والهندسة.