جار التحميل...

°C,
يقيمون تحت شوادر بلاستيكية وفي ظروف قاسية

حقول الزيتون ملاذ المهاجرين الأفارقة في تونس بانتظار قوارب الموت

April 29, 2024 / 12:30 AM
يمضي آلاف المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، يومهم في حقول زيتون بالقرب من صفاقس في تونس، وهم يطبخون الطعام، ويقيمون تحت شوادر بلاستيكية، ويتحينون الفرصة المناسبة للصعود إلى قوارب متهالكة والإبحار باتجاه الشواطئ الإيطالية بشكل غير نظامي.
الشارقة 24 – أ ف ب:

يقضي آلاف المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، يومهم في حقول زيتون بالقرب من صفاقس في تونس، وهم يطبخون لحم دجاج قاسياً، ويقيمون تحت شوادر بلاستيكية، بانتظار رحلة محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا بحراً.

تؤكد عدة مصادر محلية، أن ثمة ما لا يقل عن 20 ألف شخص ينتشرون في 15 مخيماً مؤقتاً، بالقرب من بلدتي العامرة وجبنيانة الزراعيتين في شمال محافظة صفاقس بوسط البلاد.

وشرع هؤلاء بإقامة أكواخ بأغصان الأشجار، اعتباراً من منتصف سبتمبر الفائت، بعدما طردوا ونقلوا بحافلات من وسط مدينة صفاقس.

التحق بهم آلاف آخرون، أتوا مشياً إلى حقول الزيتون، حيث يتحينون الفرصة المناسبة للصعود إلى قوارب متهالكة والإبحار باتجاه الشواطئ الإيطالية بشكل غير نظامي.

إبراهيم "اسم مستعار"، غادر غينيا منذ أكثر من عام للهجرة إلى أوروبا من أجل توفير احتياجات والدته المريضة وأخيه الصغير.

دخل تونس، عبر الحدود مع الجزائر، ووصل إلى حقول الزيتون قبل ثلاثة أشهر في خضم فصل الشتاء، بعدما مشي مدة 20 يوماً.

ويوضح إبراهيم الطالب الجامعي، البالغ 17 عاماً، أن الوضع صعب للغاية هنا، حتى بالنسبة للتسوّق، فنحن نتنقل سرّاً، يمكننا الخروج للبحث عن عمل، ولكن في نهاية الشهر عندما يتعين عليهم دفع الراتب يقومون بالاتصال بالشرطة.

وفقد المئات منهم مصادر رزقهم غير الرسمية، في قطاعات مختلفة كالبناء والمطاعم والمصانع الصغيرة، وكذلك طردوا من مساكنهم.

في 2023، استقل عشرات الآلاف البحر مجازفين بحياتهم، انطلاقاً من صفاقس مركز انطلاق هذه الرحلات في تونس.

يؤكد إبراهيم، نحن على بعد كيلومترات قليلة من أوروبا، في إشارة إلى السواحل الإيطالية التي تبعد أقل من 150 كيلومتراً.

بالقرب من منطقة العامرة الزراعية وداخل أكواخ مؤلفة من شوادر بلاستيكية وأنابيب ريّ أخذت من الحقول، يمضي هؤلاء المهاجرون الليل على حصائر بآلية في مجموعات من 5 إلى 10 أشخاص.

وينقسم المهاجرون، إلى ثلاث مجموعات، فالمتحدثون بالفرنسية في مكان والناطقون بالعربية والإنجليزية في مكانين آخرين، وهم بغالبيتهم رجال لكن ثمة نساء وأطفالاً وقد أتوا من غينيا والسودان وسيراليون ونيجيريا وغيرها.

وتقوم نساء بإعداد حساء بلحم دجاج قاس، يشكل الطبق الرئيس لغالبية المهاجرين.

ويروي إبراهيم، كان الشتاء قاسياً جداً هذا العام، لكننا تمكنا من الصمود بفضل التضامن بين الإخوة الأفارقة، ويتابع إذا كان لدى شخص ما طعام بينما لا تملكه، يعطيك بعضاً منه، الغطاء البلاستيكي اشتريناه بأموالنا أو بعدما تسولنا.

ووزعت منظمة الهلال الأحمر التونسي، والمنظمة الدولية للهجرة على المهاجرين أوائل إبريل الجاري، سلالاً تحوي مواد غذائية استفاد منها 7 آلاف شخص.

يفيد المتحدث الرسمي باسم منظمة المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر، بأن تونس تتحول إلى مركز احتجاز فعلي بسبب اتفاقيات مراقبة الحدود مع الاتحاد الأوروبي.

ويطالب غالبيتهم بالمساعدة من أوروبا، وإخراجهم من هذا الوضع.

ويعرب إبراهيم، عن قلقه على الصعيد الصحي، ويوضح أنجبت الكثير من النساء هنا ويتواجد مرضى ولا نستطيع الوصول إلى صيدلية أو مستشفى.

يؤكد مصدر في محافظة صفاقس، يوميّاً يولد طفل مهاجر في مستشفى جبنيانة، والكثير من النساء الحوامل من دون متابعة.

ويهدد الوضع الصحي بالتفاقم مع قدوم فصل الصيف الحار.

وتؤكد سليمة، البالغة 17 عاماً، أنا هنا للعبور مع ابنتي الصغيرة البالغة من العمر 4 أشهر، لا يوجد طعام ولا ماء ولا حفاضات للطفلة، نضع البلاستيك تحت أردافها، وهي عازمة رغم كل شيء على الانتظار حتى يفتح المهربون أبواب المغادرة.

وقامت قوات الأمن في الأسابيع الفائتة، بحجز الخيام الصغيرة، وتدمير بعضها إثر شكاوى تقدم بها سكان في المنطقة.

ويؤكد سوكوتو "اسم مستعار"، البالغ من العمر 22 عاماً، والذي غادر غينيا قبل ثلاث سنوات، أن الشرطة ترهقنا كثيراً، أمس تم طردي من المحلات التجارية في العامرة.

ويحضر محمد البكري، التاجر الخمسيني وأحد سكان منطقة العامرة، بعض الماء والطعام للمهاجرين، ويقول إن إزالة الخيام ليس هو الحل، يجب على الدولة أن تجد حلاً عمليّاً، لم يكن حلاً أصلاً جلبهم إلى العامرة التي تسكنها 32 ألف نسمة ولدينا الآن 28 ألف شخص من جنسيات دول جنوب الصحراء.

وعلى الرغم التوترات وهشاشة الوضع، لا يرغب أي من المهاجرين في العودة إلى بلدانهم، حيث يؤكد سوكوتو، لقد خرجت لمساعدة عائلتي، وعانيت كثيراً للوصول إلى هنا، ولن أعود إلى غينيا حتى لو اضطررت إلى السباحة للعبور.
April 29, 2024 / 12:30 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.