جار التحميل...

°C,

في سيرة الخير.. زايد بين العطاء الإنساني وسنن النبوة

في كنف الخير وظلال العطاء، ترتسم سيرة زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة ورائد نهضتها، بألوان الجود والكرم، فتعكس بذلك قيمًا راسخة أصيلة، مستمدة من أعماق الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة التي تدعو إلى العطاء والإحسان، قال تعالى: "مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (البقرة: 261).
ففي زمن يكثر فيه الشح وتضيق القلوب، ظل زايد الخير مثالًا حيًا للإيثار ونبل الأخلاق، يعيد إلى الأذهان سننا نبوية كريمة، إذ ورد في الحديث الذي رواه أبو داوود وأحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قوله: "لا يَشكُرُ اللهَ مَن لا يَشكُرُ النَّاسَ"؛ فعلى هذا المنوال، عاش زايد - رحمه الله - محفوفًا بالشكر لله على نعمه، متسمًا بالسخاء دون انتظار المقابل، انطلاقًا من أسمى قيم الإحسان التي حث عليها ديننا الحنيف.

 ومن الإحسان في العطاء إلى الإحسان في البناء والتطوير، سطر زايد ملحمة نهضة شاملة، فلم يقتصر جوده على المال والغذاء وحسب، بل امتد إلى بناء الإنسان، فكان كالغيث حيث وقع نفع، يُعيد إلى الأذهان قوله ﷺ: "المُؤمِنُ يألَفُ ويُؤلَفُ ولا خيرَ فيمَنْ لا يألَفُ ولا يُؤلَفُ وخيرُ النَّاسِ أنفَعُهم للنَّاسِ"، مستشعرًا عظم المسؤولية ورسالة الخير التي حملها على عاتقه.

وفي يوم زايد للعمل الإنساني، نستذكر تلك الروح الطيبة التي حلقت عاليًا بسماء العطاء، فما كان لها من ديدن سوى البذل والسخاء، مستلهمةً في ذلك من القرآن الكريم والسنة النبوية، فكانت حياته تجسيدًا لقوله تعالى: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا" (الإنسان: 8). في هذه الآية، نجد صدى لمسيرة زايد الخير، التي لم تعرف تمييزًا في العطاء، فسقت كل ذي حاجة، ومدت يد العون لكل من امتدت يده طالبًا، في أروع صور التضامن الإنساني.

وفي كل موقف، ومع كل قرار، كان زايد يستلهم القيم السامية للإسلام، متأملاً في قول النبي ﷺ: "أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ"، فعمل جاهدًا ليكون مصدر خير ونفع للإنسانية جمعاء، دون انتظار مقابل سوى رضا الخالق.

ويوم زايد للعمل الإنساني هو تذكير بأن الخير والعطاء ليسا مجرد أفعال، بل هما منهج حياة وسبيل لتحقيق السعادة الحقيقية، فالإنسان بطبعه محب للخير، ميال إلى الإحسان، كما قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ" (النحل: 90). وبذلك، تُعد مسيرة زايد خير شاهد على أن العطاء يتجاوز الأموال والموارد إلى بناء الروابط الإنسانية القوية ونشر السلام والمودة بين الناس.

وفي هذه المناسبة الكريمة، نجدد العزم على اتباع نهج زايد في الخير والعطاء، مستذكرين أن العمل الصالح لا يقتصر على زمان أو مكان، بل هو ديدن المؤمن في كل حين، وليكن شعارنا كما كان لزايد، أن نعمل بصمت ونترك للخير صداه يتحدث، مستلهمين من سيرته العطرة ومن القرآن الكريم والسنة النبوية، أعظم المنارات في مسيرة الحياة.
April 02, 2024 / 1:30 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.