تشارك مكتبة عبد الظاهر، من جمهورية مصر العربية، في فعاليات أيام الشارقة التراثية، لتسلط الضوء على هذه الصناعة متكاملة، التي تتعامل مع جميع أنواع الورق، ويعتمد أساس عملها على حفظ الكتب لأطول مدة ممكنة، ولا يقتصر العمل على الورق الحديث، وإنما يتعداه إلى العناية بجميع المخطوطات القديمة، من تنظيف، وترميم، وحفظ، يمنحها حياة دائمة لتكون في متناول الباحثين عن المعرفة.

الشارقة 24:

تجليد الكتب كصناعة تعتمد الجلود اساساً في عملها لا يعني مجرد التجليد، وإنما يعني التغليف، والتجليد، والتذهيب على واجهة الكتاب أو على جوانب الورق بين دفتي الكتب، وكذلك استخدام الخط المحترف الذي يضع اسم المؤلف وعناوين الكتب على الأغلفة، وهي حرفة ظهرت يدوياً في القرن 18 م ثم حلت محلها التقنية الحديثة، لكنها لاتزال تحتفظ ببريقها، وتقاوم الزمان بأيدي صناعها التي يخرج منها أفضل الأعمال، فتضاهي عمل الماكينات وآلات التجليد والطباعة الحديثة.

مكتبة عبد الظاهر، جاءت من مصر للمشاركة في فعاليات أيام الشارقة التراثية، لتؤكد هذه الحقيقة على لسان مديرها حسين محمد عبد الظاهر الذي قال:" إن تجليد الكتب صناعة متكاملة، تتعامل مع جميع أنواع الورق، ويعتمد أساس عملها على حفظ الكتب لأطول مدة ممكنة، ولا يقتصر العمل على الورق الحديث، وإنما يتعداه إلى العناية بجميع المخطوطات القديمة، من تنظيف، وترميم، وحفظ، يمنحها حياة دائمة لتكون في متناول الباحثين عن المعرفة".

وعن بدايات مكتبة عبد الظاهر يشير حسين عبد الظاهر أن المكتبة تأسست قبل نحو 87 عاماً، أي في العام 1936، وحينما أخذنا العجب من طول المدة بين التأسيس واستمرار العمل في هذه المهنة الى الوقت الحاضر، أي بمقدار أربعة أجيال بادرناه بالسؤال عن السر فأجاب: "إن التعلق بمهنة التجليد برغم ندرة العاملين "اليدويين" بها حالياً يعود لكونها تنتج عملها بدقة وحرفية بالغة تفوق دقة الآلات الحديثة، وهي جميلة لانها ترتبط بالتراث والثقافة، ولها قيمة معنوية ايضاً لكوننا اسرة زاولت المهنة واشتهرت بها". 

ويضم الجناح مجموعة من الأنواع المنفذة يدويا من التي تشتهر مكتبة عبد الظاهر بعملها، كدفاتر الرسم الخاصة بالفنانين "سكيج" وعلى غلافها الجلدي رسمت أجمل صور التراث الفرعوني، كما يضم الجناح زاوية لوحات بالخط العربي خطت يدوياً على الجلود من قبل أمهر الخطاطين.

مكتبة عبد الظاهر تتعامل أيضاً مع تقنية تقهير الورق لمساعدة الخطاطين، والتقهير تشذيب وتنقية الورق وتحويله إلى ورق ناعم صالح للكتابة بعد أن كان خشناً لا يساعد الخطاط على الكتابة، كما تستخدم التقنية ذاتها لصناعة نوع من الورق يحاكي الورق القديم، أو ورق البرديات والمخطوطات لاستخدامه في مختلف الأغراض الفنية والجمالية. 

وضم جناح المكتبة مجموعة من أدوات تذهيب الكتب وحروف النحاس والرصاص اليدوية لتسليط الضوء على الحرفة عن قرب وهو ما اثار اهتمام الزائرين عن قدرة هذه الآلات البسيطة في إنتاج كتب مجلدة ومذهبة عالية الدقة، جعلت من مكتبة عبد الظاهر من أشهر المكتبات التي وقع عليها الإختيار لتجليد وتذهيب كتب تراثية مهمة ككتب الدين والتاريخ والتراث والتفاسير ونحوها الى الوقت الحاضر.