جار التحميل...

°C,

معجزة فنلندا

December 27, 2022 / 9:42 AM
قصة نجاح لمسيرة تعليمية رائعة، لدولة قفزت من قاع الهرم التعليمي، إلى قمة ذلك الهرم، لتتربع على عرشه على مستوى العالم، وهي دولة فنلندا التي باتت تتبوأ، المرتبة الأولى عالمياً، من حيث جودة نظامها التعليمي.
وتشير الدراسات، إلى أن هذا التميز، يعود لعدة اعتبارات ومنها ببساطة، هي أن المعلمين يجب أن يتحدثوا أقل، وأن يتركوا للطالب فعل المزيد، ويقوم المعلمون بتسهيل التدريس، بينما يضطلع الطلبة بوضع الأهداف، ويفكرون في وضع الحلول لمشاكل الحياة الواقعية، كما يتم تحفيز فضول الطلبة، من خلال الدراسة في بيئات خارج الفصل الدراسي، وكل هذه المبادئ أساسية للتعليم الفنلندي، ولكن الأهم هو أن النظام الوطني مكرّس لمساعدة كل طالب على النمو كإنسان.

يأتي البعض لاقتباس الأنظمة الرائدة، كنموذج وتجارب عالمية، تعتمد فيها على طول الساعات الدراسية، في سبيل تطوير المناهج التعليمية، ومخرجات تعلم تحقق النجاح في مجالاتهم التخصصية، مع تحديد نوع المعارف والمهارات، التي يحتاجها الخريجون لمواجهة التحديات، والبحث عن وسائل لتغيير المناهج، وتطبيق طرق تدريس جديدة تحقق هذه النتائج.

لقد شكلت عدد الساعات الطويلة، التي يمر بها الطلاب، في البقاء لوقت طويل داخل أروقة المدرسة، أمراً مرهقاً ومزعجاً بالنسبة لهم، وعبئاً ثقيلاً على كاهل الأسر، اشتكى العديد من ذلك، لافتقادهم للأجواء العائلية الاجتماعية، التي تمنحهم المساحة للاستمتاع مع أولادهم، دون عناء من تبعات إرهاصات الدراسة.

مع ذلك في ظننا، أنه لم تكن لجودة التعليم ومخرجاته، من الساعات الدراسية القليلة، التي قد يحصل عليها الطلاب، داخل أروقة المدرسة، وللفترات الدراسية المختلفة التي ينالون عليها، هي بعوامل مرتبطة ومتعلقة بنجاح منظومة التعليم، أو بمخرجات ضعيفة، فهناك الكثير من الدول، التي منحت ساعات دراسة أقل، ولكن مخرجاتها التعليمية كانت أفضل بكثير، كما لخريجي المدارس التعليمية والجامعات، لديهم الأفضلية في سوق العمل.

أضف إلى ذلك، أنه مع زيادة الحملات، للنيل من هويتنا وديننا الحنيف، بات لزاماً علينا بذل أقصى درجات تمكين هذه المواد، في مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية والدراسات الاجتماعية، التي يجب أن تحتل الأولوية، فمن غير المنطق، دمجها في بوتقة واحدة ومنهج واحد، بذريعة تجارب دول، لا تمت لنا في عناصر العقيدة واللغة، والسياق الثقافي والاجتماعي بصلة، وأن تطبيق النماذج التعليمية الغربية هو التقدم بذاته.
December 27, 2022 / 9:42 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.