تمر السنوات ويعيش الإنسان ويعاصر أحداثاً، ويتوالى الجيل بعد الجيل، وتنتعش خزينة المؤرخين بالكتب ويسجل التاريخ المواقف والأحداث، حيث تنتقل عبر العصور وتلقب أحياناً بالحقب التاريخية حسب أحداثها، وتكون منعطفات لدول تنهار ودول تزدهر.

ونحن اليوم نستطيع أن نلقب جيلنا بجائحة تعتبر هي الأشمل والأكثر انتشاراً واستمراراً وأنا ككاتب بسيط قد أرى العالم من منظور ما تعلمناه أو بالأحرى ما غُرس بداخلنا أننا عالم ثالث وفي الطرف الآخر هو العالم الأول والأكثر حداثة وتطوراً ومرونة يتماشى مع الظروف.

وجاءت جائحة كورونا شاهدة على الحدث لتبرهن أن دولة الإمارات العربية المتحدة وطني يقفز على تلك المعتقدات ويصبح وطناً هو الأول قولاً وفعلاً.

نعم بدأت الجائحة وأنا أتفرج على التلفاز وجميعنا يرى العديد من الدول الكبرى كيف انهارت المنظومة الصحية بها، ولدرجة لم يجدوا طرقاً جيدة في تكدس الجثث وكذلك ممرات المستشفيات مزدحمة بالمصابين.

ونرى فقط في التلفاز أنهم يعانون من عدم تغطيتهم لمرضاهم لدرجة أنهم تركوهم في منازلهم يواجهون مصيرهم، ونرى ذاك العالم الأول يحدد أعماراً معينة تستحق الأولوية بالعلاج، كما نرى اصطفاف البشر بالأيام ليحصلوا على العلاج أو التطعيم. 

بينما هنا يا سادة ويا تاريخ جاء كورونا عابراً، جاء لبلد قدم للعالم دروساً في إدارة الأزمات بحكمة وهدوء وإنسانية بدأت بمقولة لا تشيلوا هماً وانطلقت من فم قائد فذ صاحب السمو محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله لتشكل خارطة حقيقية لمواجهة الجائحة.
 
نعم تشكلت اللجان وتكاتف الجميع قادة وشعباً ومقيمين وزواراً لتكون الإمارات نموذجاً حياً يحتذى به، فمستشفياتنا جاهزة حتى للمنازل يصلوك بسرعة البرق.

فالحجر الصحي ممنهج واحترافي والتطعيم منتشر للجميع حتى الإتاحة شملت الزائرين والسواح.

نعم عبر كورونا من هنا، لكن ليس كما كنا نراه من مآسي في العالم الأول كما يقال نحن في عصر كورونا استضفنا العديد من الأحداث أكبرها معرض إكسبو الذي أبهر الدنيا مبنى ومعنى.

فالعالم أصبح هنا تحت سقف واحد في أمن وأمان، تخيلوا أننا كنا نرى التلفاز ونتوجع من أخبار مخلفات كورونا وكأننا نطل عبر الزمن، لأنهم هنا لازالوا هنا ونحن هناك في الصدارة نتعامل مع الأزمات باحتراف فنحن لا ندعي الصدارة بل نمتلكها قولاً وفعلاً.