ناقش المجلس الاستشاري الأكاديمي لمعهد الشارقة للتراث، خلال اجتماعه الأول، سبل تطوير العملية التعليمية والأكاديمية في المعهد، والخطط التشغيلية للإدارة الأكاديمية، وما تعقده من برامج ودبلومات مهنية، ودورها الكبير في تأهيل الكوادر الثقافية التراثية.

الشارقة 24:

عقد المجلس الاستشاري الأكاديمي لمعهد الشارقة للتراث مؤخراً، أول اجتماعاته عبر المنصة الافتراضية "زوم"، والذي تم تشكيله ليساهم في تطوير العملية التعليمية والأكاديمية في معهد الشارقة للتراث، حيث ناقش عدة مواضيع تتعلق بالإدارة الأكاديمية بالمعهد، وخططها التشغيلية، وما تعقده من برامج ودبلومات مهنية، ودورها الكبير في تأهيل الكوادر الثقافية التراثية، مما انبثق عنه العديد من الاقتراحات والتوصيات التي ستساهم في صقل العملية التعليمية وتطوير مسارها، وتحقيق الفائدة الأكبر والأشمل في الفترة القادمة.

تشكيلة المجلس

وضم المجلس في تشكيلته، كلاً من سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس المعهد، وسعادة خميس السويدي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى، وسعادة خالد المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وسعادة هالة بدري المدير العام لهيئة دبي للثقافة والفنون، وسعادة العميد محمد العثمني مدير عام أكاديمية شرطة الشارقة، وسعادة المستشار عيسى بن حنظل مدير الدائرة القانونية لمكتب سمو الحاكم، والمستشار د. عبد الله بن حمودة مدير الإدارة الأكاديمية في المعهد، وحسام سلامة عميد كلية الإعلام في جامعة عجمان.
 
كما يضم المجلس، فاطمة المغني رئيس جمعية الدراسات الإنسانية، ود. سالم زايد رئيس قسم الدراسات الإماراتية في كلية التقنية العليا، ود. حمد بن صراي أستاذ الآثار والتاريخ القديم في جامعة الإمارات، وأ. د حسين التميمي مدير برنامج الدراسات العليا في جامعة الشارقة، ود. بسمة كشمولة نائب مدير الإدارة الأكاديمية في معهد الشارقة للتراث، وشيخه السجواني رئيس قسم الشؤون الطلابية والإدارية بالإدارة الأكاديمية.

ورحب سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، في بداية الاجتماع بالحضور والمشاركين، ومن ثم قدم المستشار الأكاديمي الدكتور عبد الله بن حمودة، عرضاً مرئياً عن الإدارة الأكاديمية وأهدافها وخططها التشغيلية ومخرجاتها.

خطة طموحة منذ بدايات التأسيس 

أوضح سعادة المسلم، لدى الإدارة الأكاديمية في المعهد خطة طموحة منذ بدايات التأسيس، اشتغلت عليها بكفاءة واقتدار، وحققت نجاحات وإنجازات لافتة على صعيد تأسيس برامج الدبلومات، وتنفيذها، بالإضافة إلى الاتفاقيات العديدة، والاتجاهات التي تسعى لها الإدارة ضمن منظومة عمل المعهد.

وأضاف الدكتور المسلم، طموحنا كبير وعملنا متواصل في ظل دعم بلا حدود من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، راعي المشروع الثقافي التراثي الكبير، فهذا الدعم يشكل عاملاً حيوياً لمزيد من العطاء والأداء المميز وتحقيق النجاحات والبناء عليها والإضافة لها.

وأشار الدكتور المسلم، في معرض تعليقاته على مداخلات وتساؤلات المشاركين، إلى الدور الكبير للإدارة الأكاديمية في دعم سوق العمل بالخريجين المؤهلين بتخصصات معينة، ووجه الإدارة الأكاديمية بمتابعة المتطلبات المجتمعية واحتياجات سوق العمل،  ولفت إلى أهمية الاتفاقيات وقيمتها العملية والعلمية، مشيراً على سبيل المثال للمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالمغرب، وكذلك الاتفاقيات الأخرى في كل من إسبانيا وكازاخستان والصين وغيرها، لافتاً إلى وجود مركز لدراسات اللغة العربية في الخارج بتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة.

الإنجازات الكبيرة لمعهد الشارقة للتراث 

من جانبه، أشار سعادة خميس بن سالم السويدي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى، إلى الإنجازات الكبيرة لمعهد الشارقة للتراث، واقترح جدولة المواعيد بين أعضاء المجلس الاستشاري الأكاديمي، وعقد اجتماع حضوري دوري بمعهد الشارقة للتراث، للتعرف على أعضاء المجلس والخروج بفائدة أكبر وأشمل.

طرح دبلوم في الإرشاد السياحي 

بدوره، استفسر سعادة خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، عن الدبلومات الأكاديمية، ومدة الدراسة فيها، ومدى فائدتها للخريجين الباحثين عن العمل، كما قدّم مقترحاً لصقل مهارات الخرجين وتهيئة الطلبة للعمل في السياحة، من خلال طرح دبلوم في الإرشاد السياحي، بالتعاون بين معهد الشارقة للتراث وهيئة الإنماء التجاري والسياحي، واقترح توزيع نسخة من العرض التقديمي للإدارة الأكاديمية على جميع الأعضاء.

من جانبه، أشار د. سالم زايد الطنيجي، إلى التعاون المشترك بين الإدارة الأكاديمية وكلية التقنية العليا بالشارقة، لافتاً إلى أن الدبلومات تحتاج إلى دعاية وتسويق بشكل أكبر، بهدف استقطاب شريحه أكبر من المجتمع، إذ أنها خطوه مهمة للتوظيف، كما استفسر عن الخطة المستقبلية وتوجهات الإدارة الأكاديمية في المرحلة القادمة، كما أشار سعادة العميد محمد العثمني، الذي ضم صوته إلى صوت د. سالم زايد الطنيجي، بوجوب اعتماد الدبلوم العالي في هذه التخصصات، وعمل دراسات لمخرجات المعهد واستمراريتها وتطويرها وتجديدها بشكل مستمر.

مجال التراث وتعليمه مستمر 

بدورها، أوضحت الباحثة فاطمة المغني، أن مجال التراث مستمر وتعليمه مستمر، وأن كل من يلتحق بالدبلومات المهنية يحتاج إلى التدريب العملي من الجهات المتخصصة، وليس من الجامعات الخاصة كما هو معمول به حالياً، وذلك للاستفادة الفعلية من التعليم المهني. 

وأشارت المغني، إلى أن وجود المرشدين السياحيين أمر مهم، ووجود الإماراتيين المواطنين في هذه المهنة أمر أكثر أهمية لإيصال المعلومة التراثية سليمة وبحذافيرها.

90 ساعة معتمدة

وتتضمن الخطة المستقبلية للإدارة الأكاديمية، توجه الإدارة إلى اعتماد الدبلوم الطويل (90 ساعة معتمدة)، ومن ثم درجة الماجستير المهنية، كما أن المرشد السياحي هو تخصص مهم ومطلوب في مجال السياحة التراثية، وسيسهم دبلوم الإرشاد السياحي في تأهيل المرشدين الإماراتيين المواطنين، كمؤهل معتمد بمادة جغرافية وتراثية يستهدف أبناء المنطقة خصوصاً والدولة عموماً، وذلك بالتنسيق مع هيئة الإنماء التجاري والسياحي.


توصيات ومقترحات الاجتماع

خرج الاجتماع الأول بعدة توصيات، من بينها: العمل على زيادة اتفاقيات التعاون الأكاديمية المشتركة، ما يسهم في رفع مكانة المعهد في المجال الأكاديمي، ويستقطب عدداً أكبر من المنتسبين إليه، وتنسيق جدولة المواعيد بين أعضاء المجلس الاستشاري الأكاديمي، وعقد الاجتماع القادم حضورياً في معهد الشارقة للتراث، للتعرف على أعضاء المجلس والخروج بفائدة أكبر وأشمل، بالإضافة إلى صياغة واعتماد دبلوم في الإرشاد السياحي، بالتعاون بين معهد الشارقة للتراث وهيئة الإنماء التجاري والسياحي، وتوزيع نسخة من العرض التقديمي للإدارة الأكاديمية على جميع أعضاء المجلس الاستشاري الأكاديمي، ومتابعة المتطلبات المجتمعية واحتياجات سوق العمل من قبل الإدارة الأكاديمية، والعمل على زيادة الدعاية والتسويق بشكل أكبر للدبلومات المهنية، بهدف استقطاب شريحة أكبر من المجتمع، العمل على اعتماد الدبلوم العالي في الدبلومات المهنية، وعمل دراسات لمخرجات المعهد واستمراريتها وتطويرها وتجديدها بشكل مستمر.

وتضمنت التوصيات أيضاً، عقد مؤتمر سنوي خاص بالتراث على المستوى العالمي في الشارقة، وإنشاء جائزة للصحافة التراثية تستهدف الإعلاميين والأكاديميين بهدف نشر التراث الثقافي، وتعيين سفراء لمعهد الشارقة للتراث من طلبة الجامعات المختلفة، للمساهمة في تعريف الطلبة بالمعهد ودبلوماته لتسيير العملية التأهيلية وللتسويق للدبلومات، إضافة إلى وجوب التوعية بالقانون في علوم التراث المختلفة لحمايته وصونه وحماية الملكية الفكرية، وإمكانية طرح مساقات قانونية تتكفل بذلك، وتطوير الموقع الإلكتروني الرسمي الحالي للمعهد، والاستطراد حول الدبلومات المهنية به، والعمل على اعتماد مجلة الموروث كمجلة محكمة في معامل التأثير العربي (اتحاد الجامعات العربية) وسكوباس العالمي، وطرح اختيار نائب رئيس المجلس الاستشاري الأكاديمي للتصويت السري، والإعلان عنه في الاجتماع المقبل.