جار التحميل...

°C,

الحض على السماحة في المعاملة

February 18, 2021 / 10:58 AM
إن السماحة تعني السهولة، ورجل سمح أي جواد، وقد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم – أمته إلى السماحة في التعامل، ففي سنن النسائي عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "أَدْخَلَ اللهُ الْجَنَّةَ رَجُلًا كَانَ سَهْلًا مُشْتَرِيًا وَبَائِعًا وَقَاضِيًا وَمُقْتَضِيًا".
وفي صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى" ، وفي مصنف عبد الرزاق عن زيد بن أسلم قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أحب الله عبداً سمحا إذا باع سمحاً إذا اشترى سمحاً إذا قضى سمحاً إذا اقتضى" ، ومعنى اقتضى : طلب قضاء حقه بسهولة، وعدم إلحاف ، وإذا قضى أي أعطى الذي عليه بسهولة بغير مطل ، والمطل هو التأخير. 


وفي هذه الأحاديث الشريفة الحض على السماحة في المعاملة، واستعمال معالي الأخلاق وترك المشاحة، والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة وأخذ العفو منهم.

ومن الأخلاق الفاضلة في التعامل التي شرعها الإسلام التيسير على المدين إذا كان معسراً أي كان عاجزاً عن الوفاء بدينه لفقره، وذلك بانتظاره إلى حين يجد وفاء دينه، وهذا واجب لقوله تعالى: "وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة".

كما استحب الشرع الحنيف التخفيف والتجاوز عن المعسر، بالعفو عن الدين أو بعضه ، وقد جاءت أحاديث نبوية كثيرة تدل على فضل هذا العمل، وتبين أنه سبب لتيسير الله - عز وجل – على فاعله في الدنيا والآخرة.

 ومن الأحاديث الدالة على التيسير والأجر العظيم في الآخرة: في صحيح البخاري عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مات رجل فقيل له، قال: كنت أبايع الناس فأتجوز عن الموسر وأخفف عن المعسر، فغفر له"، قال أبو مسعود سمعته من النبي "صلى الله عليه وسلم".

 وفي صحيح مسلم عن أبي اليسر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أنظر معسراً، أو وضع عنه أظله الله في ظله"، وأيضاً عن أبي قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر، أو يضع عنه".

 وفي سنن النسائي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "‏ إِنَّ رَجُلاً لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ وَكَانَ يُدَايِنُ النَّاسَ فَيَقُولُ لِرَسُولِهِ خُذْ مَا تَيَسَّرَ وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا فَلَمَّا هَلَكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ قَالَ لاَ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ لِي غُلاَمٌ وَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ فَإِذَا بَعَثْتُهُ لِيَتَقَاضَى قُلْتُ لَهُ خُذْ مَا تَيَسَّرَ وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ لَعَلَّ اللَّهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا ‏.‏ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْكَ ‏"‏‏.


February 18, 2021 / 10:58 AM

مواضيع ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.