جار التحميل...

°C,
أطلقت مشروعاً رائداً استفاد منه 80 قاصراً

السلطات القضائية في إيطاليا تكسر سلالات المافيا عبر الأبناء

January 14, 2021 / 10:14 PM
أطلقت السلطات القضائية، مشروعاً رائداً، أقرته فيما بعد الحكومة الإيطالية، بهدف منع الأبناء والزوجات من السير على خطى آبائهم، في عالم الجريمة المنظمة، في بروتوكول قانوني لمكافحة المافيا العائلية، استفاد منه حتى الآن أكثر من 80 قاصراً.
الشارقة 24 – أ ف ب:

طلبت لوتشيا، من توأميها اللذين يبلغان ست سنوات ركوب السيارة بسرعة وصمت في سواد الليل، وفقط عندما أصبحوا جميعاً في الطائرة التي نقلتهم من كالابريا إلى وجهة سرية في شمال إيطاليا، بدأت الأم تشعر بالتحرر من زوجها وعائلته، وهم أعضاء في مافيا نافذة.

وأوضحت أنها تدرك أن تغيير الحي أو التنقل المتكرر لن يكون كافياً، فكان عليها الهروب من كل ما يمتّ بصِلة إلى هذا العالم، ومن هذه العقلية.

ورحلة الهروب هذه، التي تم تنظيمها من بلدة شينكوفروندي الصغيرة، هي مجرد واحدة من بين عشرات العمليات التي نفذت منذ العام 2012، لإبعاد الأبناء وأحياناً أمهاتهم أيضاً، عن عائلات تنتمي إلى مافيا ندرانغيتا، أكثر المافيات الإيطالية نفوذاً.

ويهدف هذا المشروع الرائد، الذي أطلقه قاضي الأحداث روبرتو دي بيلا، إلى منع الأبناء من السير على خطى آبائهم في عالم الجريمة المنظمة.

تمت إدانة زوج لوتشيا وشقيقه وحماتها بجرائم مافياوية ووالد زوجها بتهمة القتل العمد، وأطلق سراح لوتشيا بكفالة، في انتظار نتيجة استئناف لحكم إدانتها بتعاونها مع المافيا.

وأضافت لوتشيا (36 عاماً)، التي تم تغيير اسمها الأول لحمايتها في شهادة مكتوبة، لو حكم علي بالسجن، كنت سأضطر لترك أطفالي مع عائلة زوجي، وقد أرعبتني الفكرة، كان علي أن أمنع حدوث ذلك.

ورغم الانتقادات، أصبح هذا البرنامج القضائي بروتوكولاً لمكافحة المافيا أقرته الحكومة الإيطالية، واستفاد منه حتى الآن أكثر من 80 قاصراً.

ويعتقد دي بيلا، أن من الممكن تطوير البرنامج في إيطاليا والخارج أيضاً، لمنع الأطفال من الوقوع فريسة للجماعات الإجرامية، حتى أن البعض يراه كأداة محتملة لمنع انضمام القصر إلى منظمات متطرفة مثل تنظيم "داعش" الإرهابي.

وتستند ندرانغيتا، التي يحاكم مئات من أعضائها هذا الأسبوع في كالابريا، قبل كل شيء إلى روابط الدم، وليس إلى التجنيد على أساس الجدارة، كما هي الحال في المافيات الأخرى.

ويهدف برنامج "ليبيري دي شيلييري" (حرية الاختيار)، إلى كسر هذه الدورة من التكاثر بين الأجيال.

وأوضح القاضي، أن الأطفال الذين يحملون أسماء عائلات مرتبطة بالمافيا، محكوم عليهم بمصير لا يمكنهم الهروب منه: الموت أو السجن.

وفي إطار البرنامج، يمكن المحاكم أن تأمر بتلقي الجناة الأحداث المنتمين إلى المافيا، جلسات علاج نفسي ودروساً، في التربية المدنية ودعم الخدمات الاجتماعية.

وإذا لزم الأمر، يمكن وضعهم مؤقتاً في بيوت استضافة، من أجل أن يكونوا في مأمن من الأخطار المباشر مثل حيازة الأسلحة أو المخدرات.

وإذا لم يكن ذلك كافياً، يمكن المحكمة أن تذهب إلى أبعد من ذلك: بمساعدة جمعية "ليبرا" المناهضة للمافيا والكنيسة الكاثوليكية، يتم إخراج الأحداث من كالابريا وإرسالهم ليكونوا تحت رعاية أسر مضيفة حتى يبلغوا سن الرشد.

ولا خيار أمام عائلاتهم: تأتي الشرطة والخدمات الاجتماعية إلى منازلهم دون سابق إنذار، لتولي أمور الأولاد المعنيين.

طعن بعض الآباء في قرار المحكمة بأخذ أطفالهم بعيداً، لكن في معظم الأحيان كانت الطعون بلا جدوى، وبالنسبة إلى الأمهات اللواتي يشعرن بالقلق على مستقبل أطفالهن، قد يمثل ذلك في النهاية شرخاً في درع ندرانغيتا.
January 14, 2021 / 10:14 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.