جار التحميل...

°C,

التغيير المطلوب

يقال إن كل شيء قد يطرأ عليه تغيير إلا الحاجة للتغيير تبقى ثابتة لا تتغير، والإنسان يجب أن يكون واعياً لما يدور حوله ويكون لمّاحاً ومتأنياً في آرائه وقراراته وفيما يقول، ويدرب نفسه على القدرة على قراءة ما يدور ويحدث حوله ويحلل ويتمكن من قراءة المستقبل واستشرافه ليكوّن تصوراً له قبل أن يطرح أفكاره.
ولا يكون متسرعاً في الحكم بصحيح العلم والكمال لله وقد تكون استنتاجاتنا لا تطابق واقعنا وعاداتنا وتقاليدنا وما نشأنا أو تربينا عليه، إنما هي محاولة لنجاري التطورات والمستجدات ونتعايش معها ونتعود عليها. 

ويبقى إيماننا وعباداتنا لنا وفي داخلنا وبيننا وبين خالقنا لا نتخلى عنها وعن معتقداتنا الدينية الصحيحة، التي اخذناها من آبائنا وأجدادنا وموروثنا الثقافي، فقد يكون مجرى الحياة ومتطلباتها يختلف عما تربينا عليه وهُيّئنا له، ولكن هذه متطلبات الحياة الحالية وربما المستقبلية حيث من المفروض أن نهيئ أنفسنا للتغيير القادم.

وأذكر قبل حوالي 30 سنة من الآن، كنا ننظر لقيادة المرأة للسيارة بأنه أمر شبه مستحيل، أما الآن أصبح من النقص وعدم الكمال أن المرأة لا تستطيع قيادة سيارة، وليس لديها رخصة سياقة، لأن العمل والوظيفة والمشاغل والنفسية حتى تتطلب ذلك، فتغير المعتقد والنظرة وهكذا أصبحت الحياة، ولا أتصور مستقبلاً أن يكون هناك مجتمع مغلق على نفسه بعاداته وتقاليده بمفرده، ويمنع ثقافات المجتمعات الأخرى الولوج إليه.

وأقولها بملء الفم ليس مجاملةً، الحمد لله الحمد لله الحمد لله بأن حبانا بقادة ووطن وشعب من وجهة نظري ليس لهم نظير " رحم الله وغفر لقادتنا المؤسسين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" و  الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وإخوانهما حكام الإمارات طيب الله ثراهم جميعاً. 

وبارك لنا في قادتنا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وصاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وصاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الاعلى حاكم أم القيوين، وصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، وصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، ونوابهم وأولياء عهودهم الكرام وباقي قياداتنا حفظهم الله وأبرزهم القائد الفذ رجل المرحلة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظهم الله ورعاهم وآدام عزهم.

إن لفتة المشرع الإماراتي وتحديثه الأخير للقوانين من وجهة نظري التي قد يختلف معها البعض ناجحة تماماً وهي لم تأتي من فراغ بل من دراسة وافية وعميقة وطويلة ومتأنية للواقع والمستقبل أعقبتها قرارات ناجحة وواعية ومستبصرة وذكية لأبعد الحدود التي يمكن أن يتصورها الإنسان الحكيم المبصر الواعي بعيداً عن التعقيد والتشدد فنحن نعيش وسط عالم لا غنى لنا عنه ولابد أن نتساير معه ونهيئ أنفسنا لذلك، فالتفرد والعيش بمعزل عن الآخرين دون محاولة الانسجام معهم لن يجعلنا في مأمن واطمئنان وسعادة.

وهذه التعديلات ضرورية فرضها الواقع المعاش وطبيعة الحياة والأوضاع القائمة، وإلا فعلينا أن نتصور أن لن يأتينا أحداً إلا إذا كان قد غير معتقده وديانته أو يقبل أن تطبق عليه العقوبة المقررة لدينا، وهذه تدخل في حرية الأجنبي الشخصية، فكما يهيئ لي في بلده حرية الذهاب للمسجد لأصلي فعليّ أن أهيء له حرية ممارسة عقيدته، وهذا ليس بالضرورة بتأييده فيما ذهب إليه ولكن هذه حريته وهو المسؤول بينه وبين ربه عن معتقده واختياره.

فالدين لله والعبادة بين العبد وربه فمن قرر عصيان ربه الخالق القادر لن تثنيه قواعد قانونية وضعية، ولقد خالف قواعد سماوية ربانية " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ.." و "لا إكراه في الدين "، وأتصور بأن خصوصيتنا تأتي في مستوى وحسن تربيتنا لأبنائنا واختبارنا لأسلوب وطريقة التربية السليمة لينشؤوا قادرين على التمييز بين الحق من الباطل والأسود من الأبيض.

ونحن كما هو العالم متجه نعيش تواصلاً عميقاً لا تحده حدود ولا مسافات ولا حتى قوانين فقد أعلم أنا بما يجري في بلد آخر قبل أن يعلم به من يسكن بذلك البلد، نظراً لحسن وإجادة استخدام الإنترنت والتواصل الفعال.

ما أود قوله بأن البعض منا ليس مخطئاً في تفكيره، لكن الحياة تفرض علينا متطلباتها ولابد لنا من أن نجاريها وإلا فسوف نتخلف عن الركب خصوصاً، وأنه لم يصبح لدينا بعد اكتفاء ذاتياً، سواء من حيث متطلبات الحياة الأساسية مثل التغذية وغيرها، أو التقنية وباقي احتجاجات الحياة الأخرى وإن كنا نسعى ويسعى كل فطن لذلك.

إذاً يجب أن نهيئ أنفسنا للقادم ونستشرف ونستعد له ونهتم بتربية أبنائنا في ظل المعطيات السابقة من إرث ديني وعادات، وتقاليد والحاضر والمستقبل ومتطلباته لنخرج من كل ذلك بأسلوب تربية يحفظ لنا أبنائنا على أقل تقدير ليصبحوا قادرين على التمييز بين الصالح والطالح ومزودين بكافة المعارف التي تعينهم على سبر أغوار الحياة والعيش فيها بأمان وطاعة الرحمن.


December 31, 2020 / 10:30 AM

مواضيع ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.