جار التحميل...

°C,

التربية عملية متكاملة تضم الفرد والوالدين والمجتمع

December 29, 2020 / 3:27 PM
"نحن نستطيع أن ننشئ المباني والطرق، ولكن تطوير الإنسان والارتقاء به ينبعث أولاً من الفرد ذاته، ثانياً من أبيه ومن والدته، وكذلك من المجتمع، فنحن نُهيئ لهم السبل والأماكن الخيّرة التي تبعد أولادنا عن هذا التطور السريع الذي يأتي الغثّ، يأتي بأمور كثيرة دخيلة علينا".
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتاح المجمع الرياضي، مليحة، 2018
 
قدّم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خلال حديث سموه، في افتتاح المجمع الرياضي بمدينة مليحة، منهجاً متكاملاً لتربية وتنشئة المجتمع عبر الاهتمام بتنشئة الفرد منه، إلى جانب المنهج الذي تسير عليه الإمارة وأولوياتها في العناية بالمجتمع كاملاً، ورؤيتها الشاملة والمتكاملة للنهوض بأفراد المجتمع وتطوير قدراتهم في كافة المناحي، الرياضية والنفسية والاجتماعية والعلمية، والصحية وغيرها، نظراً لمستقبل أفضل وآمن ومتميز للمجتمع عبر ترقية كافة أفراده.
 
رسم صاحب السمو حاكم الشارقة منهجاً مستداماً يُعنى بالإنسان، من خلال تربيته التربية الصحيحة، مقدماً سموه ما يراه الناس من أسباب التنمية والمتمثلة في العمران والبناء والإنشاء، وهو ما لم تقصّر فيه إمارة الشارقة، فكانت نهضةً حضاريةً كبرى انتظمت الإمارة، وعمّت كافة مدن الإمارة مباني الإدارة ودور العلم والثقافة، والمسارح والمساجد والحدائق ومراكز الأطفال والفتيات والشباب، وغيرها مما جعل الشارقة تأخذ مكانها الطبيعي الذي حقق حياةً كريمةً لأبنائها، وكرّمتهم خير تكريم، لتكون الإمارة متميزة في منهجها لرعاية الإنسان منذ الطفولة.
 
في مناسبة كبرى مثل افتتاح المجمع الرياضي في منطقة مليحة، تعبّر الاحتفالية الجميلة عن المنهج الذي تسير عليه الإمارة الباسمة، فتطوير الإنسان والارتقاء به، هو الأهم، وهو ما تعمل عليه الشارقة، وهو أركانٌ متكاملة، تكمّل بعضها البعض، حيث البداية بالفرد نفسه، ليعرف الصواب والخطأ، يقترب من العلم وصحيح التصرفات والسلوكيات، ليكون هو صمام الأمان الأول لنفسه، وبذلك يكون قد بدأ أولى خطواته نحو النجاح والتفوق، وهناك الوالدين، الوالد والوالدة، وهما من عليهم غرس النبتة الأولى وسقيها بالصلاح وتوفير البيئة الصالحة المستمدة من الدين الحنيف، وأخلاق المجتمع الجميلة وقيمه العليا، ويتعهدا بالرعاية والتوجيه، لتنشأ النبتة الصغيرة وهي تنزعُ نحو الخير والأخلاق الحميدة وحب الوطن والعلم والأسرة، عندها يكون المجتمع قد بدأ دوره، حيث صار الطفلُ شاباً أو شابة، لتكون القيم الحميدة هي أساس التعامل بين كافة أفراد المجتمع، والمقياس الذي تنتهي عنده كافة السلوكيات غير الحميدة، حداً حاسماً ضد من يسير على عكس المنهج القويم الذي يميز أهل المجتمع، مستمدٌ من تقاليدهم العربية والإسلامية الراسخة.
 
في ختام العبارة التي وضعتْ وأفصحتْ عمّا تسيرُ عليه الشارقة منذ عقود، دعوةً واضحة للتعاون والتعاضد على تربية الأبناء، فالكُّل مسؤول، والكل هو الرابح، وعليهم الاستفادة مما توفره، وتهيئه الإمارة من سُبُلٍ وطرائق صحيحة وواضحة، إلى جانب الأماكن الخيّرة التي لا تحتوي إلا على ما ينفعُ الناس، وهي دورة يتكامل فيها الزمان والمكان، ليقدما أفضل ما يمكن تقديمه للفرد لينشأ نشأة صحيحة تجعله مفيداً لنفسه ولأهله ولمجتمعه ولوطنه، ليحمل صمام الأمان ضد كل ما يدخل على المجتمع ليُغيّر من قيمهِ السمحاء ومنهجه الذي يسير عليه.
حول المؤلف
December 29, 2020 / 3:27 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.