جار التحميل...

°C,

الشارقة سيمياء عمرانية وثقافية حاضرة على منصة واحدة

December 06, 2020 / 11:00 AM
تحظى إمارة الشارقة بمكانة عالمية لا سيما في مجالها الثقافي والعمراني، مستندة بصلابة على موروثها الجمالي والحضاري والإنساني، بحيث تقف مبانيها و صروحها العمرانية شامخة، تمتزج فيها المعاصرة بالأصالة، والقديم بالحديث، وبالنتيجة تعتبر شاهدة على النهضة التي تعيشها الإمارة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وتعد المباني في الإمارة منارات ثقافية وحضارية، تعكس صورة مشرقة عن الصنعة الهندسية المتقنة وتسهم في تعزيز الرسالة الحضارية للإسلام ومد جسور التقارب الثقافي والحضاري بين مختلف الثقافات والشعوب حول العالم. وتمزج تصاميمها بين التراث الإسلامي على  مختلف أنماطه والطابع الجمالي والفني للعمارة الحديثة بمختلف أفانينها مع التأكيد على الهوية الإماراتية المحلية في مختلف أجزاء البناء الداخلية والخارجية لهذه المباني.

هذا ما تعيشه الشارقة والتي تشهد نمواً يتجلى بالتمدد العمراني والتنوع الاقتصادي حتى أصبحت الوجهة المفضلة للكثيرين. وبالتالي، تنوعت مبانيها ما بين مبانٍ عمرانية تخدم الدوائر الحكومية والمجتمع ومرافق ومنشآت خدمية، فتجاوز عدد مساجدها الألفي مئذنة ، كما بلغ عدد صروحها الخلّابة ونصبها التذكارية التي تحكي كل منها جزءاً من تاريخ الإمارة ما يقارب الإثني وعشرين نصباً تذكارياً و وأربعين نافورة تتدفق مياهها لتعكس الإبتسامة على وجوه القاطنين فيها. كما تنتشر في رباها المروج الخضراء ليصل عدد الحدائق إلى ما يوازي المائة حديقة.

وبالتالي هذه الشواهد الحضارية والمعمارية التي استُخدمت فيها أساليب بارعة، وجرى الاهتمام فيها على التفاصيل الدقيقة، تنم عن الذوق الفني الرفيع، وتمثل بمجموعها ازدهاراً و شاهداً مميزاً يبعث على الفخر والاعتزاز. تتجلى فيها روعة الخطوط والكتابات المنقوشة من آيات قرآنية و أشكال هندسية متداخلة بالغة الدقة والإتقان،  مع زخرفة واجهات الأبواب والنوافذ، وجوانب الغرف وقاعات المباني المعمارية.
 
ولا غرو فإن الشارقة الإمارة الشاهقة والمشرقة بكافة مجالاتها  تحفة تلفت الأنظار  في كل معلم من معالمها، وتسحر العيون في كل جزء من تفصيلاتها.
 
ومما لاشك فيه  أن الشارقة اعتادت أن تكون الإمارة التي تشهد فيها مختلف أنماط العمارة فلا تكتفي بالإسلامية فقط بل تتجاوز ذلك إلى المباني المعاصرة ، فتارة تجدها كالأندلس بمبانيها ذات الطرز الفاطمية والمملوكية والمغربية وأخرى تجد قناة القصباء كمدينة البندقية وقنال المياه تجري وسط مطاعمها، وطورا تجد مسجد النور بمناراته الساطعة في السماء يرتدي زي أشهر مساجد العالم، و لعل من يمر بطريق الشيخ خليفة بن زايد يقف شاهدا على ذلك لاسيما بوجود صرح كالجامعة القاسمية بأبنيتها الأندلسية ذات الأعمدة الرشيقة والسامقة والمكتنزة بالأقواس والتفاصيل الزخرفية وفنون الأرابسك ، يجاورها مبنى أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية والذي اُفتتح مؤخرا ليقارب ويتسق لحد كبير في بنائه مرافقه وبشكل خاص قاعة المسرح وحفرة الأوركسترا أكاديمية جيلدفورد العريقة ليستكمل صورة الحركة المسرحية الواعدة والتي بدورها لسوف تُدوّن أهم التجارب وتُوثق زمناً سيبقى حاضرا أمام الأجيال القادمة.
 
وعلى امتداد الجامعة القاسمية ، نرى مبنى حديثا ويعد درّة الإمارة وأحد أهم معالمها الثقافية والعمرانية، إذ يجسد مبنى مجمع القرآن الكريم الممتد على مساحة أرض تتجاوز ستا وسبعين ألف متر مربع تحفة معمارية وأكبر مجمع على وجه البسيطة، بحيث جرى تصميمه على شكل النجمة الثمانية الإسلامية ليكون مركزها القاعة المتحفية الدائرية الرئيسة ذات القبة الأضخم، ويشكل برؤوسه الثمانية القاعات الثمان الكبرى ذات القباب المتوسطة ثم يربط قاعات المباني المتعامدة عليها والمكسية بالقرميد الأخضر والقباب الثلاثة الصغيرة، ويضم المجمع ست قاعات رئيسة تتنوع في وظائفها أبرزها قاعة نوادر المصاحف وثانية تجمع القراءات السبع وثالثة تحتوي على أعلام القرآن وأخرى تقدّم قراء الأمصار وخامسة تضم التدريب والدورات وأخيرة تضم الإعجاز العلمي، وتتاهى القاعات لتضم قاعتي المسرح والندوات مزودة بأحدث النظم والتقنيات.

وللتاريخ، تمر الشارقة بنهضة ثقافية وعمرانية ستكون الأبرز في مسيرتها فالسيمياء العمرانية التي تشهدها في مبانيها يوازيها سيمياء ثقافية تشهد لها إصداراتها وفعالياتها التي لا تتوقف. 
December 06, 2020 / 11:00 AM

مواضيع ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.