جار التحميل...

°C,

الجامعة بزمن الجائحة...تكيف مرن وتوظيف التكنولوجيا للتعليم عن بعد

June 06, 2023 / 9:22 AM
تفاجأ العالم بجائحة كورونا، فبدأت الدول تبحث عن حلول فعالة للتغلب على ظروف العزل الاضطرارية، وأصبحت المؤسسات التعليمية معنية بشكل مباشر بهذه الظروف الاستثنائية، فكان عليها الاستمرار في أداء واجبها والالتزام بتطبيق شروط العزل الصحي من جهة أخرى، لهذا عملت الكثير من المؤسسات على أخذ فترة انتقالية لاستيعاب الظروف المستجدة والتكيف معها.
وقد واجهت جامعة الشارقة هذا التحدي بكفاءة عالية ودون اللجوء إلى فترة انتقالية، ساعدها في ذلك وجود بنية أساسية متقدمة في الدولة، وطواقم فنية مؤهلة، فعملية الانتقال إلى التدريس عن بعد ليست بالسهلة، فقد رافقتها صعوبات فنية كثيرة، لكن تم التغلب عليها، خصوصاً ونحن نتحدث عن جامعة تجاوز عدد طلابها الـ 16 ألف طالب.

ومن الأمثلة الحية على الجهود المبذولة في التغلب على صعوبات الجائحة، ما قامت به كلية العلوم، فقد قامت بإدارة جميع المساقات المطروحة في تخصصاتها الخمسة، إضافة إلى العشرات من المساقات العامة التي تخدم الكليات الأخرى مثل الطب والهندسة لتلائم الأسلوب الجديد، مع الالتزام التام بتغطية المنهاج المقرر كما ورد في الخطة الدراسية.

ولتحقيق ذلك، بدأت الكلية بعقد الدورات التدريبية المكثفة، بالتوازي مع الدورات العامة التي كانت تعقدها الجهات المختصة في الجامعة، بحيث أصبحت الكلية ورشة عمل متواصلة، ساعد في ذلك جاهزية البنية التقنية في الجامعة، والتي تم بناؤها والعمل على تطويرها منذ انطلاق الجامعة. 

فقد تم تفعيل نظام البلاكبورد إلى أقصى حدوده، والاستفادة من مزاياه العديدة التي خدمت هذا التحول، مثل تسجيل المحاضرات والتواصل المباشر مع الطلاب، ومتابعة حضورهم وتقديم واجباتهم، وضبط عملية الاقتباس، بالإضافة إلى استخدام برامج حديثة في إدارة وتوجيه الاختبارات، والاجتماعات مثل زوم ومايكروسوفت. 

وبالنسبة للمساقات العملية، فقد استخدمت برامج محاكاة تفاعلية متقدمة ثنائية، وثلاثية الأبعاد لتنفيذها، إضافة إلى عرض الفيديوهات، والرسوم التفاعلية، ناهيك عن النشاط البحثي، وعقد الندوات وورش العمل والمؤتمرات العلمية عن بعد لتبادل المعلومات والخبرات التي جعلت من العالم قرية صغيرة. 

وبعد ذلك بعام واحد، قامت الكلية بإقرار نظام التعليم الهجين، والذي أدارته بكفاءة عالية، فتم تزويد القاعات الجامعية والمختبرات بمنظومة تعليم تفاعلية ذكية أدت لنجاح هذه الخطوة، وهو إجاز يحسب للكلية.  

وبعد التعافي من الجائحة والعودة إلى نظام التعليم الوجاهي، أصبح الفارق واضحاً في أساليب التدريس ما قبل الجائحة وما بعدها، فاستخدام وسائل التقنية الحديثة في التواصل أثناء الجائحة، أضاف الكثير من الخبرات إلى العملية التعليمية وسهل طرق التواصل بين أطرافها، فقد تم الاحتفاظ بالمحاضرات المسجلة وإتاحتها للطلاب، وكذلك الاستمرار بتسليم الواجبات عبر نظام البلاكبورد، مما ساهم في دعم توجه الجامعة نحو بيئة مستدامة.  

وأخيراً، يبدو أن جائحة كورونا جعلت الجميع يبحث عن حلول استباقية لتعزيز المنظومة التعليمية، مما أدى إلى تزايد متسارع في وتيرة التغيرات والأفكار المبتكرة، فتم إطلاق نظام الدردشة (ChatGPT)، وبدأ الجميع يدرك أن الذكاء الاصطناعي يفرض علينا أن نعيد النظر في المنظومة التعليمية كلها من المدرسة إلى الجامعة. 

وكخطوة استباقية، تعمل الكلية وبالتنسيق مع باقي الكليات في الجامعة على وضع استراتيجية شاملة لمواجهة هذا التحدي الجديد.
June 06, 2023 / 9:22 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.