جار التحميل...

°C,

أيام الشارقة التراثية .. الإبداع من أجل المستقبل

March 27, 2023 / 5:01 PM
مضت أيام الشارقة التراثية في عامها العشرين، مراحل عدة من النجاح والرسوخ، لتكون الأقرب إلى مجتمع الإمارات، بفعالياتها وأهدافها التي تستقطب الصغير والكبير والذكر والأنثى وتشكل فرحة من الماضي والحاضر، وانطلاقاً بالإبداع من أجل المستقبل.
ومع إسدال الستار عن الأيام التي يقف خلفها بالتوجيه والدعم منذ انطلاقتها قبل عشرين عاماً صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤمناً بأن الحداثة يجب أن تكون منضبطةً بميزان الأخلاق والقيم، للتواصل بإبداعات وفعاليات الأيام وهي ترفع شعارها التراث والإبداع.

الحديث عن ماهية الإبداع وأهميته في حياتنا العامة، وأهمية التراث كأحد المكونات الرئيسية للتعريف بتاريخ المنطقة وأسلوب حياة المجتمع وانعكاس ذلك على الممارسات لتشكل هوية المجتمع، حديث هام، ومنطلق ذا أهمية فمعظم مظاهر الحياة القديمة يتم نسيانها واندثارها بحكم التطور الدائم للحياة البشرية، وهنا يأتي دور الجهات المعنية في الإبداع بعرض مظاهر التراث المادي والمعنوي كونه ممر مهم لما وصلنا إليه في الوقت الحاضر ويتضح ذلك في مبررات جميع مظاهر الحياة المختلفة والأسباب التي أدت إلى نشأتها.

وبالنظر إلى تعريف الإبداع وأهميته فإنه يتشكل في الإتيان بجديد أو إعادة تقديم القديم بصورة جديدة أو غريبة، وتعريف آخر "القدرة على تكوين وإنشاء شيء جديد، أو دمج الآراء القديمة أو الجديدة في صورة جديدة، أو استعمال الخيال لتطوير وتكييف الآراء حتى تشبع الحاجيات بطريقة جديدة أو عمل شيء جديد ملموس أو غير ملموس بطريقة أو أخرى".

فيما يعرف التراث المادي وغير المادي حسب القانون رقم (4) لسنة 2020 بشأن التراث الثقافي في إمارة الشارقة، فإن التراث غير المادي: كل ما أنتجه وخلفه الإنسان وتناقله جيلاً عن جيل من عناصر ثقافية ومعنوية، وما اكتسبه من علوم وخبرات ومعارف انتقلت إليه عن طريق المشافهة أو الممارسة العملية كالفنون والحرف والمعتقدات والعادات والتقاليد، والتراث المادي:  كل تراث ثقافي له أهمية ثقافية سواء أكان ثابتاً أو منقولاً خلفته أو أنتجته الحضارات السابقة أو الأجيال السالفة وتم إنشاؤه أو صنعه أو نقشه أو صورّه أو خطّه أو بناه الإنسان قبل سنة 1900 ميلادي.

وبالمزج بين هذا وذاك فإن الشارقة قادت على مدى أعوام طويلة سلسلة من المشاريع الرائدة على مستوى رعاية التراث وحفظه سواء على الصعيد المحلي أو العربي أو الدولي، وما لمسناه في زخم الفعاليات عكس الحوار الإنسان الإماراتي بين الأصالة والتراث، والحداثة والتقدم، وتقديم في جوانب جديدة من الإبداع وفق توازن عميق، أهّلها لتصبح علامة فارقة في الاهتمام بالثقافة والمعرفة والتراث والإبداع.

ومن تلك الجوانب المتاحف المتخصصة  كما في متحف الحرف، ومتحف الشارقة للتراث، و في المتاحف الخاصة كما في  متحف عثمان باروت، ومتحف مريم هلال، ومتحف راشد النهم، ومتحف سليمان الكابوري، ومتحف فاطمة المغني، والمؤسسات المتخصصة كما في معهد  الشارقة للتراث، ومركز الحِرف الاماراتية، وبيت الألعاب الشعبية، والمدرسة الدولية للحكاية وفن الحكي، ومكتبة الموروث، وفرقة الشارقة الوطنية 1998، ومركز التراث العربي 2015، ومركز المنظمات الدولية للتراث الثقافي 2019 وتضم ست منظمات دولية متخصصة بالتراث الثقافي، وصولاً إلى المواقع التراثية كما في قلب الشارقة، وحي الحصن التراثي بكلباء، ومنطقة خور كلباء التاريخية، والمنطقة التراثية بخورفكان، وحارة السدرة التراثية بخورفكان، وحصن الذيد، جميعها مشاهد حية لهذا الإبداع الذي يشكل القلب النابض للتراث ليبقى ما بقي الإنسان على هذه الأرض.
 
March 27, 2023 / 5:01 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.