جار التحميل...

°C,

تأثير السمنة على الصحة "الجزء الثاني"

تعتبر السمنة مرض مزمن، وترتبط بزيادة معدل الوفيات والأمراض المزمنة الأخرى، ومن حسن الحظ، فهناك العديد من الطرق العلاجية التي قد تمكن الشخص من محاربة السمنة والتمتع بحياة صحية، لذلك ننصح بمناقشة طبيب العائلة أو الطبيب المتخصص في السمنة، حيث يمكن للطبيب اقتراح الخطة العلاجية بشأن الطرق الصحية لفقدان الوزن حسب العمر والوزن والحالة الصحية، وكذلك، يمكن مناقشة الحالة مع أخصائي التغذية للمساعدة في اختيار نظام غذائي صحي مناسب والتخطيط للوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة.
البدء في برنامج إنقاص الوزن:

كما ذكرنا سابقاً، بناءً على الحالة الصحية والتاريخ الطبي، يمكن للطبيب أو الأخصائي المساعدة في تحديد مجموعة علاجات لإنقاص الوزن، وقد يشمل برنامج إنقاص الوزن على عدة محاور، منها:

1. إحداث تغييرات في نمط وأسلوب الحياة. 

2. ممارسة النشاط البدني بانتظام لمدة لا تقل عن نصف ساعة يومياً.

3. تغيير عادات الأكل غير الصحية واتباع نظام غذائي صحي مناسب. 

4. تناول أدوية تساعد في إنقاص الوزن أو اللجوء إلى إجراء جراحي لإنقاص الوزن، وهذه العلاجات مخصصة للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو الذين لم تنجح معهم الأساليب الأخرى لإنقاص الوزن. 

تحديد هدف إنقاص الوزن:

من المهم جداً تحديد هدف إنقاص الوزن، فيجب أن يكون الهدف الأول هو تجنب زيادة الوزن ومن ثم التركيز على إنقاص الوزن بالتدريج، فإن فقدان 5% من وزن الجسم هو هدف أولي معقول ويؤدي إلى فوائد صحية عديدة.

من المهم كذلك تحديد أهداف واضحة بالإضافة إلى إطار زمني لتحقيق الهدف، على سبيل المثال يمكنك وضع هدف قصير المدى ويتمثل في تجنب تناول الوجبات الخفيفة الغنية بالسكريات أو الامتناع عن المشروبات الغازية لمدة أسبوع، بالإضافة إلى وضع هدف طويل المدى لفقدان 5% من وزنك بحلول تاريخ معين.

تحديد الأهداف واستخدام المكافآت: 

يمكنك مكافأة نفسك على الأهداف التي حققتها، فمنح نفسك مكافآت صغيرة قد يساعد في تعزيز قيمة السلوك الجيد وقد يساعدك أيضاً على إكمال البرنامج المتبع لإنقاص الوزن، لذلك كافئ التغييرات الصغيرة على طول الطريق إلى هدفك النهائي.

الجدير بالذكر، أننا ننصح بعدم استخدام الطعام كمكافأة، واستبداله بمكافآت من نوع آخر منها مكافآت مادية مثل شراء قطعة جديدة من الملابس، أو عناية شخصية مثل قص شعر أو التدليك، أو أنشطة ترفيهية وغيرها.

تغيير العادات الغذائية:

هناك عدة طرق قد تساعد في تغيير العادات الغذائية، منها:

● استخدام طبق أصغر حجماً للوجبات.

● تناول الطعام بشكل أبطأ ومضغ الطعام جيداً.

● الاحتفاظ بوجبات خفيفة صحية في متناول اليد "مثل الخضار المقطعة والفواكه والمكسرات" في حالة الشعور بالجوع بين الوجبات.

● شرب كمية كافية من الماء يومياً.

● الاختيار الصحيح للأطعمة والابتعاد عن الأطعمة التي قد تزيد الوزن، حيث ترتبط الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والمكسرات والزبادي بالحفاظ على وزن أقل، بينما ترتبط الأطعمة مثل البطاطس المقلية أو الرقائق والمشروبات المحلاة بالسكر واللحوم الحمراء أو المصنعة بزيادة الوزن. 

وكذلك تعد المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الفركتوز والدهون المتحولة والأطعمة المصنعة ضارة بشكل خاص بالصحة والحفاظ على وزن صحي.

عوامل تساهم في إنقاص الوزن: 

هناك عدة عوامل قد تساهم في إنقاص الوزن بنجاح، منها على سبيل المثال:

● تعلم كيفية تجنب الإغراءات المتعلقة بالأكل غير الصحي وحاول تجنب المواقف التي قد تتعرض فيها قدرتك على الالتزام للتهديد، فيمكن اتباع استراتيجية في الحفلات والتجمعات الاجتماعية بتناول الطعام قبل الذهاب أو أثناء تواجدك في التجمع احرص على تناول أطعمة منخفضة السعرات الحرارية وشرب مشروبات خالية من السعرات الحرارية. 

● قم بتطوير نظام دعم معنوي، حيث أن وجود نظام دعم ضروري في رحلة فقدان الوزن، فقد تحتاج إلى دعم معنوي من العائلة أو الأصدقاء أو حتى مجموعات الدعم المتوفرة حضورياً أو عبر الإنترنت. 

● التفكير الإيجابي والتقليل من التوتر، فمن المهم إيجاد طريقة لتجاوز الأوقات الصعبة دون تناول الطعام غير الصحي خاصة الأطعمة الغنية بالسكريات والكربوهيدرات.

● ممارسة الرياضة والحركة باستمرار، فيمكنك الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو ممارسة التمارين في المنزل للوصول إلى هدفك، بالإضافة إلى التغييرات الصغيرة خلال اليوم مثل صعود الدرج بدلاً من المصعد، والتحرك والنهوض بشكل متكرر إذا كنت تعمل في مكتب.

المكملات الغذائية لإنقاص الوزن:

تستخدم المكملات الغذائية على نطاق واسع من قبل الأشخاص الذين يحاولون إنقاص الوزن، لكن أغلب الأطباء لا ينصحون باستخدامها لأن بعضها غير آمن، ولم تتم دراسته بعناية ولايوجد دليل على أن هذه المكملات آمنة أو فعالة، لذلك ننصح بتجنب استخدامها.

إجراءات إنقاص الوزن الدوائية أو الجراحية:

قد يُنصح بأدوية إنقاص الوزن للأشخاص الذين لم يتمكنوا من إنقاص الوزن باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، فقد يكون الدواء مفيداً لفقدان الوزن عند استخدامه مع النظام الغذائي والتمارين الرياضية وتغيير نمط الحياة، ومن ناحية أخرى، من المهم فهم مخاطر وفوائد وقيود هذه الأدوية، حيث يمكن أن تسبب آثاراً جانبية قد تكون مزعجة، وفي كثير من الحالات تكون بيانات السلامة على المدى الطويل محدودة، بالإضافة إلى ذلك، قد لا يغطي التأمين هذه الأدوية وقد تكون باهظة الثمن، لذلك ننصح باستشارة الطبيب ومناقشته عن الأدوية المتوفرة قبل البدء في استخدامها.

قد تكون جراحة السمنة لإنقاص الوزن خياراً في مواقف معينة، على سبيل المثال في حالة إذا كان الشخص غير قادر على إنقاص الوزن بتغييرات نمط الحياة والأدوية، وكذلك إذا كانت زيادة الوزن لها تأثير سلبي على صحته وتحكمه في الأمراض المزمنة.

هناك أنواع مختلفة من جراحات السمنة والتي يحددها الطبيب حسب الحالة الصحية والتاريخ الطبي، لذلك يجب مناقشة الطبيب في الجراحة المناسبة حيث تختلف من شخص لآخر.

الجدير بالذكر، أن يجب على الشخص اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام حتى بعد استخدام أدوية إنقاص الوزن أو بعد جراحة السمنة، فان استخدام الأدوية أو إجراء الجراحة لا يكفي لإنقاص الوزن ويجب على الشخص الاستمرار في النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة، لأن عدم اتباعه لذلك قد يؤدي إلى عدم التمكن من إنقاص الوزن أو اكتساب الوزن لاحقاً. 
January 30, 2023 / 9:59 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.