جار التحميل...

°C,

انتبه لرصيدك

August 29, 2022 / 10:16 AM
يقول صاحبنا: "كنت متهوراً جداً في سياقة السيارة، وكنت أسير بسرعات جنونية غير مُبَالٍ"، وذات يوم ركب معي رجل شيخ، وأثناء الطريق لم ينطق بكلمة واحدة، وعند وصولنا التفت إليّ مبتسماً وقال لي عبارة أدهشتني: "يا بني، أنت تبالغ جداً في سحب رصيدك من الستر".
قلت له: كيف هذا؟، قال لي: " أتظن أنك وصلت سالماً بمهارتك في السياقة، بل ستر الله هو من أوصلك، وقد بالغت في استهلاكك لرصيدك من الستر، ولا محالة سينتهي ذات يوم، تماماً كأموالك في البنك، لا تسحبها إلا للضرورة، ولا تقترب منها إلا عند الحاجة الفائقة.

وحين يسترك الله فلا تغتر، وحين تنجو من شيء فلا تغتر، وحين تتجاوز محنة لا تغتر، وحين تنفذ مرة أو مرتين لا تغتر، فهذا من ستر الله فلا تستهلكه بسرعة، ولا تستهلكه في سفاسف الأمور.

 ماذا يا أحبة؟ كيف هي الأرصدة؟، لا طبعاً لا أقصد أرصدتكم البنكية جعلها الله عامرة بالخيرات، بل أرصدتنا من الستر والعافية.

 فهذه رسالة نوجهها لكل مستهتر وطامع، نعم أنت يا مَنْ يسترك الله تعالى رغم استهتارك ويمنحك الفرص والكرات ولا تغتنمها، بل تطمع بالحياة وتغرك، ويزين لك الشيطان رصيداً كالتل لا يختل، وأنت في غفلة اللذة تتأرجح بين الاستهتار والطمع، وانتهاك الفرص، وشعارك لن نعيشها إلا مرة واحدة. 

للأسف هذا الحال متواجد وليس منطبقاً على القيادة المستهترة للسيارات فحسب، بل يندرج تحتها كل صاحب ضمير مخدر من موظف لا يحترم مواعيد عمله، ومهمل في أداء وظيفته، وكل طالب مهمل، وشاب ترك نفسه لأصحاب السوء وكل فتاة اتبعت ما لا يليق بها سعياً لتقليد أعمى.

وهناك نماذج عدة تستهلك رصيدها من الستر بلا حساب، حتى إذا ما وقع المحظور يكون ما بقي لهم إلا رسالة" عفواً لقد نفد رصيدكم".

فاحذروا يا أحبة وحافظوا على رصيدكم من الستر ما استطعتم، ودمتم سالمين.
August 29, 2022 / 10:16 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.