جار التحميل...

°C,

بوق الفتنة..

August 08, 2022 / 9:10 AM
أراد أحد التجار استئجار خادم لداره فوجد غلاماً عفياً، وأراد استئجاره لكن أتاه صديق له ناصحاً بأن لا تستخدم هذا الغلام، لأنه مثير للمشاكل والفتن، لكن التاجر لم يستمع لصديقه وقال له أنه سيأجره لبضعة أيام ولن يؤثر ذلك على بيته.
استطاع الفتى بمكر أن يصل لصاحبة الدار واستمال أذنها باثاً سم الحديث بها سائلاً إياها: "أفلا تريدين السكن في قلب زوجك بلا منازع؟" فأومأت إليه إيجاباً فابتسم متخابثاً وقال: "اذاً فآتيني بشعرٍ من لحيته بشرط أن تقطعيه بسكين فأجعل منه حرزاً لا يبطل سحراً"، وانطلق من فوره إلى سيده يبلغه بأن زوجه تضمر له الأذية وتنوي له الشر هذه الليلة، فصد عنه غير مصدق لكنه أضمر الحيطة والحذر احتياطاً لما قد يحدث.

وحين جنى الليل افتعل النوم ثم انتبه لنصلٍ في يد زوجته يقترب من وجهه فعالجها بضربةٍ من خنجره اردتها قتيله، فجرى الغلام إلى بيت أهل المغدورة صائحاً لقد قتل سيدي سيدتي وينوي قتلي فأغيثونا، فتسلح أهل المغدورة واتجهوا إلى بيت التاجر للانتقام، لما شاهد الغلام ذلك جرى إلى بيت أهل التاجر يروي لهم ما حدث وأن أهلها تسلحوا وأنهم عليهم لظاهرون وفعل أهل التاجر مثلهم وخرجوا عليهم مقاتلين وسرت حرب بين رجال قبيلتين لم يكن فيهم رجل رشيد رفضوا النصيحة واستمعوا لبوق الفتنة.

هذا ما يحصل في بعض من واقعنا يا احبه سواء على الصعيد الاجتماعي أو العملي فأبواق الفتنة منتشرة وأشدها تأثيراً تلك الزوابع التي يطلقها بعض رواد التواصل الاجتماعي بمنصاتها المختلفة مثيرين للفتن ومروجي الإشاعات المغرضة بغرض الشهرة والتكسب، مع غفلة المتابعين لهذه الشريحة من الاستغلالين، وشدت هذه الفتن تزداد كلما اتسعت رقعة اهمالنا للتفكر والاستماع للنصح واعطاء الفرص للفتن بالتغلغل بيننا، فانتبهوا يا احبه فالفتنة أشد من القتل.
 
August 08, 2022 / 9:10 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.