جار التحميل...

°C,

سلام يا عائشة


تمر السنوات وتكبر شقيقتي عائشة التي تشبهني في الإعاقة البصرية ولكن ما يميزها هو الذكاء الملحوظ والذي انعكس على دراستها بتفوقها على زميلاتها.
ففي كل مرحلة دراسية تضع لها بصمة وتترك خلفها تفوقاً وتتصدر ذاك المشهد بصورة مميزة تتوسطها شخصية معاقة بصرياً تلتف حولها زميلاتها من غير المعاقين.

نعم عائشة سعيد علاي من أصحاب الهمم وبتميزها تحافظ على بقائها بالقمم، فكلما أرى شقيقتي تجلس خلف الشاشة المكبرة تشبه شاشة التلفاز وكأنها تتابع فيلماً أو مشهداً، لكنها تتابع مستقبلها عبر حروف كبيرة جداً لتدرس وترسم لها طريق الحياة الذي تنيره ببصيرتها.

وأنا اشبهها في الإعاقة لكنها تفوقت علينا بالاجتهاد رغم أنها أم لبنتين، فقد تجد البعض حينما يتزوج تضعف همته، لكن فارستنا تزداد عزيمة وتصنع من التحدي حصاناً يجري بلا كلل.

هكذا تخرجت شقيقتي الأسبوع الماضي بمعدل 4 من 4 لتحصل على الماجستير بقانون ذوي الإعاقة وتضئ النور على قانون يحتاج التسليط عليه كل فترة ونعيد إنعاشه كل حين وتجديده وتنقيحه بعرض المستجدات من تجارب الآخرين.

نعم حضرت مناقشتها، فلقد أبهرتني بثباتها وقوة حجتها وتنوع مصادرها رغم تحدي منابع المعرفة بهذه المسألة وشعرت أن وجود الحقوقيين من أمثال عائشة يجب التركيز عليهم والاستفادة من هممهم لإبراز رسالتهم وعرض قضايا الإعاقة بشكل موضوعي.

تخرجت وعقبال الدكتوراه، تلك التي قد نرشدها عن معوقات الطريق حينما تمشي، لكنها هي من يقودنا لمنارات العلم والفخر والعزيمة.

 مبروك لنا عائشة استمري كم نحن بحاجة لأمثالك فصاحب الجرح أولى في وصف أوجاعه، وأتمنى أن أراك في أعلى المناصب يا أختي الحبيبة.

June 20, 2022 / 10:27 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.