"تذكرونا" نحن هنا ... يوم المعاق العالمي في الثالث من ديسمبر من كل عام هذا اليوم السنوي الذي يلفت نظر العالم للأشخاص من ذوي الإعاقة، لهذه الشريحة، وأنا من ذوي الإعاقة البصرية ولن أتحدث هنا لأسلط الضوء علينا بل سأعكس الاتجاه لأسلط الضوء على المجتمع، سأتحدث هنا من داخل هذه الشريحة لأقول للعالم تذكرونا نحن هنا، تذكرونا ثقة لا عطفاً فإن العطف وحده يخلف رماد والثقة وحدها تصنع فرعون، ما أجمل المزيج بينهم لأكون شخصية طبيعية لها حقوق وعليها واجبات.

ما فائدة العطف بلا وظيفة، وما فائدة العطف لأتخرج بلا علم، وما فائدة العطف حينما أدمنه وأعتاد عليه وأتمرد على ذاتي وأسخر إعاقتي لأخذ ما أريد بحق وبلا حق.

نعم لا تتعجبوا.. العطف المبالغ فيه يصنع مني معاقاً جديداً في التعاطي مع المجتمع، نعم فيما بيننا الكثير من المعاقين الذين يستخدمون إعاقتهم كذريعة لكسب عطف الآخرين، فمنهم من يقول بداخله "الأهم الوصول، طالما بوابة العطف مفتوحة"، بينما يقول الطرف الآخر: "لو أنه غير معاق لعلمته كيف يتعامل معي، لكنه معاق مسكين".

الكثير يخلط بين الإعاقة والإدراك، هناك معاق جسدي وإدراكه طبيعي، وهناك معاق ذهني، هنا أتحدث عن المدرك الذي يستخدم إعاقته ليغطي على إدراكه، والسبب هو التعاطف المبالغ فيه علّمه أن مفتاح المجتمع هو كرسي وعصا وسماعة، نعم المجتمع الذي يتحدث كثيراً عن قوانين ذوي الإعاقة، وفي أرض الواقع نحتاج لوقفة.

نعم أحبتي.. نحن هنا "تذكرونا" ليس بصورة أو بفعالية أو بشعار، فنحن نعاني من الحصول على وظائف، نحتاج لبيئة عمل تعي إعاقتنا لتضعنا بالمكان الصحيح، علينا الكثير من القروض لسد حاجتنا ولتعويض إعاقتنا، نحن نريد بدل إعاقة برواتبنا، ونحتاج تقييم عادل حسب قدراتنا كي نحصل على ترقيات، كما نحتاج أيضاً للتعليم لا لشهادة نحملها ونحصل عليها والسلام، نحن نحتاج تسهيلاً حقيقياً حينما نريد تخليص معاملة حيث نضطر لإبراز بطاقة الإعاقة ثم يتشاوروا فيما بينهم كي تتم إنجاز المعاملة، لأن القانون غير واضح أو فضفاض تجاهنا، نحتاج لتوضيح من يستحق بطاقة الوقوف في موقف المعاق لتعدد أنواع الإعاقة، نحتاج لمسكن بلا قروض، نحتاج لقانون تقاعد خاص للمعاقين يعيننا على مجريات الحياة براتب كامل غير مستقطع.

نعم أنا هنا "اذكروني" بحق لا بصورة أو بفعالية أو بشعار، امنحني الثقة ومكني باحتياجاتي وحاسبني لا تدعني أمضي بعشوائية، قد يتعجب البعض من ما طرحته هنا وقد يضرب مثل بأشخاص من ذوي الإعاقة متميزين نعم موجودين وبكثرة كلن منهم اجتهد وكافح وعانى لم يصل بسهولة، ولو تتعمق بحكاياتهم ستستمع لمواقف كبيرة وعقبات تخطاها، فليس الكل لديه هذه الملكات، لكننا نحتاج التضافر لإبراز الكثيرين من الذين يحتاجون فرصة نقية حقيقية وظروف مهيئة، نعم "تذكرونا" نحن هنا .