جار التحميل...

°C,

اكتئاب ما بعد الولادة "الجزء الثاني"

لا شك أن ولادة الطفل تعد حدثاً سعيداً، إلاّ أن العديد من النساء يصبن بعد الولادة بأعراض واضطرابات الاكتئاب، إذ أظهرت الإحصاءات أن هناك 10% من الأمهات الجدد يصبن باكتئاب ما بعد الولادة، وقد تزيد هذه النسبة وفقاً لاعتبارات كثيرة، فهي ليست محددة وثابتة.
وهذه المقالة ستستعرض لتشخيص الحالة وسبل الوقاية منها وطرق العلاج.

التشخيص:


يتم التشخيص عن طريق التاريخ الشخصي والعائلي للأم المصابة، بالإضافة إلى وجود الأعراض السابقة، ومن الممكن أيضاً ملء استبيان لتشخيص الاكتئاب. 

ويتحدث الطبيب مع الأم عادة عن مشاعرها وأفكارها وصحتها العقلية للتمييز بين حالة الكآبة النفاسية قصيرة المدى بعد الولادة، وبين شكل آخر أكثر حدة وهو الاكتئاب ما بعد الولادة. 

ومن الممكن أن يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات والاختبارات التي قد تساعد في استبعاد الأسباب الأخرى مثل خمول الغدة الدرقية.

الوقاية:

إن التدخلات للوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة مهمة خاصة للنساء اللواتي يعانين من زيادة في خطر الإصابة بالاكتئاب. 

وعلى الرغم من تحديد العديد من عوامل الخطر لمتلازمات اكتئاب ما بعد الولادة، فإن العوامل التي لها التأثير الأكبر والأكثر ارتباطًا باكتئاب ما بعد الولادة هي:

● تاريخ سابق من اكتئاب ما حول الولادة أو غير الولادة.
● أعراض الاكتئاب أثناء الحمل الحالي.

وبالنسبة للأمهات اللاتي تم علاجهن بنجاح من الاكتئاب الشديد بمضادات الاكتئاب في الماضي، قد يقترح الطبيب استخدام مضادات الاكتئاب كوقاية قبل ظهور أعراض الاكتئاب، ويعتمد اختيار مضاد الاكتئاب المناسب على الاستجابة السابقة لمضادات الاكتئاب.

وبشكل عام من الممكن البدء بمضاد الاكتئاب في الثلث الأخير من الحمل، ولكن أيضاً أن قد يتم البدء بالدواء بعد الولادة عندما تكون حالة الأم مستقرة طبيًا.

وتشمل البدائل للعلاج الدوائي هي العلاج النفسي (على سبيل المثال، العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج النفسي)، والتدخلات النفسية والاجتماعية (على سبيل المثال، الزيارات المنزلية)، أو المقابلات مع الطبيب كل أسبوع إلى 4 أسابيع.

العلاج:

يختلف وقت العلاج والشفاء، اعتماداً على شدة الاكتئاب، وما إذا كانت الأم تعاني من أمراض أخرى مثل خمول في الغدة الدرقية أو من أي مرض آخر، فقد يعالج الطبيب هذه الحالات أو يتم إحالة الأم إلى الأخصائي المناسب بالإضافة إلى أخصائي الصحة العقلية.

علاج الكآبة النفاسية:

عادة تتلاشى أعراض الكآبة النفاسية من تلقاء نفسها في غضون بضعة أيام إلى أسبوع أو أسبوعين، وفي هذه الأثناء، من الممكن للأم اتباع الإرشادات التالية:

الحصول على أكبر قدر ممكن من الراحة.
قبول المساعدة من العائلة والأصدقاء.
التواصل مع الأمهات الجدد الأخريات.
تخصيص وقت للاعتناء بالنفس.

علاج اكتئاب ما بعد الولادة:

غالبًا ما يُعالَج اكتئاب ما بعد الولادة بالعلاج النفسي (يُسمى أيضاً العلاج بالكلام أو استشارات الصحة النفسية)، ومن الممكن أيضاً استخدام الأدوية، ويمكن كذلك جمع العلاج النفسي والأدوية معاً.

إن العلاج النفسي قد يكون مفيداً حيث يمكن للأم التحدث عن مخاوفها مع الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي أو غيره من متخصصي الصحة العقلية، من خلال هذا العلاج، ويمكن إيجاد طرق أفضل للتعامل مع المشاعر وحل المشكلات وتحديد أهداف واقعية والاستجابة للمواقف بطريقة إيجابية، كما في بعض الأحيان قد يساعد العلاج الأسري إلى جانب العلاج النفسي.

وقد يوصي الطبيب بمضادات الاكتئاب لبعض الأمهات حسب شدة الأعراض لديهن، ومن الممكن استخدام معظم مضادات الاكتئاب أثناء الرضاعة الطبيعية مع مخاطر قليلة لحدوث آثار جانبية للطفل. 

ومع العلاج المناسب، تتحسن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة عادةً، وفي بعض الحالات، يمكن أن يستمر الاكتئاب إلى فترة ما بعد الولادة ليصبح اكتئاباً مزمناً، لذلك من المهم مواصلة العلاج حتى بعد أن تبدأ الأم في الشعور بالتحسن، لأن إيقاف العلاج مبكراً قد يؤدي إلى حدوث انتكاسة في حالة الأم.

والجدير بالذكر أن دور الزوج والأسرة مهم جداً في الدعم النفسي والمعنوي للأم، حتى تتخطى هذه المرحلة وترجع إلى حياتها الطبيعية.

علاج ذهان ما بعد الولادة:

يتطلب (ذهان ما بعد الولادة) علاجاً فورياً، عادةً في المستشفى، وقد يشمل العلاج التالي:

1-الأدوية:

 قد يتطلب العلاج مجموعة من الأدوية مثل الأدوية المضادة للذهان ومثبتات الحالة المزاجية والبنزوديازيبينات للتحكم في العلامات والأعراض.

2-العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT):

إذا كان اكتئاب ما بعد الولادة شديداً وتعاني الأم من ذهان ما بعد الولادة، فقد يوصى الطبيب باستخدام العلاج بالصدمات الكهربائية إذا كانت الأعراض لا تستجيب للأدوية.

والعلاج بالصدمات الكهربائية هو إجراء يتم فيه تمرير تيارات كهربائية صغيرة عبر الدماغ، مما يؤدي عمداً إلى نوبة قصيرة، ويبدو أن العلاج بالصدمات الكهربائية يسبب تغيرات في كيمياء الدماغ يمكن أن تقلل من أعراض الذهان والاكتئاب خاصة عندما تكون العلاجات الأخرى غير ناجحة.



November 28, 2021 / 8:42 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.