جار التحميل...

°C,

المغطى..

September 12, 2021 / 9:23 AM
رحل المغطى "المجبة" ورحلت معه الكثير من الأصالة والكرم والجود، نعم إنه "المغطى"، مسمى لغطاء مصنوع من سعف النخيل، يقومون بصناعته جداتنا بغرض تغطية الأكل على سبيل المثال، وأقصد بها "الفوالة"، وهي الوعاء الكبير الذي يُعبأ بالفواكه والأكلات الشعبية، وبما تجود به النفس، وهو مخصص للزوار.
نعم توفت جدتي الأسبوع الماضي "رحمها الله"، ورحم الله جميع موتى المسلمين، وضمن مآثرها ومآثر أجدادنا هو الكرم وإكرام الضيف، تذكرت ذلك "المغطى" الملون المتواجد بشكل أساسي في مجلس الاستقبال.

قد يتعجب البعض من تذكري لهذا المشهد الذي أصبح من التراث، تذكرته وتذكرت معناه الكبير العميق التلقائي العفوي الأصيل، الذي يرتبط بالكرم وحسن الخلق والوفاء والعطاء، رغم بساطتهم وقدرتهم المادية، لا يهتمون بوجباتهم الأساسية أكثر مما يكون تحت "المغطى"، تحسباً لأي ضيف من الجيران أو الأقارب، لأنها عادة توارثوها جيلاً بعد جيل.

أتذكر أن الزائر ولو لم يجد أهل البيت موجودين يجد "المغطى" في استقباله، وبلا تكلف يتناول المتاح ويشرب القهوة وينصرف.

هكذا هم أجدادنا يدهم ممدودة بالعطاء، ويفرحون حينما تتناول عندهم ولو حبة عنب.

رحلوا وتركوا لنا إرثاً عريقاً، وعادات وعبق نقي محفور بذاكرة من شهده، وبمتاحفنا وبزوايا بعض المنازل للزينة رحلوا تاركين لنا أجمل وأنقى زينة باطنها حياة الأنقياء، وإطارها تراث نفخر به.

واختم حروفي بسؤال، هم تركوا لنا إرثاً جماعياً موحداً، ماذا سنترك نحن لمن سيخلفنا؟؟ وماذا سيضعون بمتاحفهم عن إرثنا؟ سلاماً أيها المغطى، بداخلك خير وخارجك خير. 
September 12, 2021 / 9:23 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.