جار التحميل...

°C,
ينتج الخضروات والفواكه وفق أعلى معايير الجودة العالمية

مجمع الشارقة للابتكار يعزز الأمن الغذائي المستدام بنظام متطور

August 24, 2021 / 2:28 PM
أنشأ مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار منظومة متكاملة من حلول الاستدامة في الموارد الطبيعية (مارلين اجروتانيل)، وهي عبارة عن مزرعة داخلية منتجة بارتفاع قياسي وبمساحة 150 متر مربع، يمكن لها أن تنتج أكثر من واحد طن من الخضروات العضوية والفاكهة شهرياً.
الشارقة 24:

تَطوّر قطاع الزراعة في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العقد الماضي بشكل ملفت، وتَمثّل ذلك بعدد كبير من قصص النجاح في هذا القطاع، وكان مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار قد كان من السباقين في هذا التوجه، إذ عمل وبشراكات استراتيجية مع مؤسسات بحث عالمية ومجموعة من الباحثين على تطوير طرق مبتكرة للإنتاج الزراعي وتحلية المياه من خلال الطاقة الشمسية، وذلك من خلال تطوير منظومة متكاملة من حلول الاستدامة في الموارد الطبيعية، تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي التي تهدف إلى تطوير منظومة وطنية شاملة تقوم على أسس تمكين إنتاج الغذاء المستدام، بهدف تطوير إنتاج محلي مستدام ممكّن بالتكنولوجيا، وتكريس التقنيات الذكية في إنتاج الغذاء، من خلال تفعيل المبادرات لتعزيز قدرات البحث والتطوير في مجال الغذاء وتسهيل إجراءات ممارسة الأعمال ضمن قطاع الإنتاج الزراعي، ودعم نظم التمويل للنشاطات الزراعية والغذائية.

وقد أجرى فريق من المهندسين في موقع أبحاث متخصص بشراكة مع مؤسسات بحث عالمية، والذي يعد أحد أهم مشاريع الشراكة القائمة في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار أبحاثًا على مدار العامين الماضيين، نتج عنها إنشاء (مارلين اجروتانيل) وهي عبارة عن مزرعة داخلية منتجة بارتفاع قياسي وبمساحة 150 متر مربع، يمكن لها أن تنتج أكثر من واحد طن من الخضروات العضوية والفاكهة شهرياً، بتوفير ما مقداره 90 % تقريباً من استهلاك المياه، مقارنةً بالمزرعة التقليدية من خلال اعتمادها على تقنية (الاكوابونيك)، بالإضافة الى إمكانية انتاج الأسماك الطازجة.

كما يمكن لهذا النظام الزراعي أن يعمل في أي بيئة كانت حتى وسط الصحراء اذ يعمل بتقنيات تبريد متطورة يمكنها الاعتماد على الطاقة الشمسية التي بدورها تقوم بتحلية المياه المالحة او استخراج المياه من رطوبة الهواء.


عوائد أفضل بموارد أقل

ويمكن لهذه المزارع أن تنشأ لأغراض تجارية، أو يمكن إعداد وحدة منها في الأحياء السكنية لتوفير منتجات عضوية طازجة للعديد من الأسر يومياً، وتكنولوجيا الزراعة العمودية بدون تربة يمكن الزراعة من خلالها بشكل رأسي داخل مزارع مغلقة، ما يوفر المساحة المزروعة، بالإضافة إلى التحكم في كمية المياه، وتستخدم تلك المزارع ضوءاً اصطناعياً كبديل لأشعة الشمس اللازمة لنمو النباتات.

هذا ويركز هذا المشروع البحثي الكبير والفريد من نوعه على المستوى العالمي على تحديد وتطوير الطرق المبتكرة من أجل مستقبل مستدام من خلال التركيز على قضايا أساسية وهي – الغذاء والماء والسكن- اذ يقدم العديد من الحلول التقنية للاستفادة من الموارد الطبيعية، كالزراعة المبتكرة (الأفقية والمائية والهوائية)، أجهزة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية.

وأكد سعادة حسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، أهمية تبني ودعم كافة البحوث والابتكارات الرامية الى إيجاد حلول تكنولوجية متطورة للزراعة وتطويرها لتكون الملاذ الآمن للاكتفاء الذاتي لأفراد المجتمع، وخاصةً في حالات الطوارئ والأزمات التي يشهدها العالم، ويعتبر تطوير المنظومة الزراعية بالتقنيات الحديثة أحد الركائز الأساسية في استراتيجية الامارات الرامية نحو إيجاد حلول لمشكلات الزراعة وإنتاج الغذاء.


وأضاف المحمودي: "يسعى مجمع الشارقة للبحوث إلى تعزيز سبل تكنولوجيا الزراعة والغذاء بشكل يلائم طبيعة مناخ المنطقة، ويلبي احتياجاتها المتزايدة من الغذاء، لترسم بذلك تكنولوجيا الزراعة والغذاء خارطة طريق الأمن الغذائي خلال المرحلة المقبلة، وإذ نوجه الدعوة لكافة أصحاب المزارع والمهتمين في هذا القطاع الحيوي من أفراد ومؤسسات للاستفادة من هذه التكنولوجيا الحديثة من خلال التواصل مع المجمع للتعاون والعمل على نشر هذه التكنولوجيا الزراعية المتطورة وتطبيقها سواء في مزارعهم الخاصة أو حتى في المنازل لمن تتوفر لديه مساحة من الأرض، كما يعتبر هذا المشروع فرصة مميزة للمستثمرين في قطاع تكنولوجيا الاستدامة للتعرف على البيئة البحثية التي يوفرها المجمع لهذا النوع من الاستثمارات".

ومن فوائد المشروع البحثي دراسة كيفية الاستفادة من الموارد الطبيعية، من الطاقة الشمسية ومياه مالحة، ودرجات الحرارة العالية، والرطوبة الجوية في توفير مصدر لري الزراعة، وإنجاح مشروعات نموذجية، من خلال التركيز على أهمية طرق الزراعة المبتكرة، وفوائدها العديدة مقارنة بالطرق التقليدية للري، ومدى مساهمتها في تنقية البيئة وتوفير المنتجات الزراعية لسكان المدن في العالم، إلى جانب دورها في الاستفادة من مياه البحار التي تغطي مساحات شاسعة، تصل إلى 70% من الكرة الأرضية.

الزراعة المستدامة

يقدم موقع الأبحاث المتخصص بتطوير تقنيات الاستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية حلولاً تقنية مبتكرة للزراعة عبر استخدام البنية التحتية في الأماكن الحضرية القائمة في كالشرفات والمنازل والمدرجات، ومن هذه التقنيات "مزرعة البرج" (نظام زراعي هوائي عامودي) وتقنية المزرعة الأفقية (نظام زراعة داخلي قابل للتكديس وقائم على المياه).

إذ يعمل المشروع على تقديم مفهوم جديد للزراعة المستدامة من خلال ممارسة الزراعة باستخدام مبادئ علم البيئة، وهو دراسة العلاقات بين الكائنات الحية وبيئاتها، والتي تُعرف كذلك بأنها نظام متكامل من الممارسات الإنتاجية النباتية والحيوانية التي لها تطبيقات ميدانية خاصة تستمر على مدار فترة طويلة، لتحقيق الاستخدام الأمثل لـ الطاقة غير المتجددة والموارد الموجودة في الحقول وتحقيق التكامل بين أساليب المكافحة الأحيائية والدورات الأحيائية الطبيعية، كلما أمكن والحفاظ على قابلية اقتصاد الحقول للاستمرار وتحسين نوعية حياة المزارعين والمجتمع ككل.

المياه المستدامة

أحد أهم المجالات البحثية في موقع أبحاث التقنيات المستدامة في المجمع، مشروع المياه المستدامة، وهو عبارة عن نظام محاكاة للأمطار من خلال محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية بطاقة إنتاجية تقدر بعشرة أضعاف كمية الماء النقي المقطر في المتر المربع خلال اليوم الواحد من أي مصدر للمياه (مياه البحر والمياه الجوفية وما إلى ذلك) مقارنةً بطرق التقطير الشمسية التقليدية. وتقوم الفكرة على إعادة هندسة التقطير الشمسي، والتي تعتبر أساس التقنية التي عرفها البشر منذ آلاف السنين.
August 24, 2021 / 2:28 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.