جار التحميل...

°C,

على سطح المريخ .. الإمارات تكتب التاريخ

February 08, 2021 / 3:40 PM
كعادتها تضرب الإمارات العربية المتحدة موعداً جديداً مع الإنجاز، ولا نبالغ إذا قلنا إنه إعجاز علمي وتكنولوجي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، بعد أن حققت أولى خطواتها العلمية الرائدة في مجال الفضاء عندما يبلغ "مسبار الأمل" غاية رحلته بالوصول إلى الكوكب الأحمر.
كي يحقق بذلك أبناء الإمارات حلم الرئيس المؤسس الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، عبر مسبار الأمل الذي يعد أول مسبار عربي ينطلق خارج مدار الأرض، لتصبح الإمارات خامس دولة في العالم تصل إلى مدار المريخ، وثالث دولة في العالم تصل إلى مدار الكوكب الأحمر من المحاولة الأولى.

وسيحاول المسبار لدى اقترابه من كوكب المريخ الدخول إلى مدار التقاط حول المريخ، ويتم تخفيض سرعة المسبار قبل 30 دقيقة من الوصول للمريخ لضمان التقاط آمن وسلس، ويستغرق استقبال إشارات الراديو من المريخ إلى الأرض حوالي 20 دقيقة، ولتخطي هذا التحدي فقد صمم "مسبار الأمل" بطريقة يستطيع من خلالها إكمال عملية الالتقاط بشكل آلي دون الحاجة للتحكم من المحطة الأرضية.

ويتوقع فريق التحكم الأرضي استقبال أول إشارة من المسبار في المحطة الأرضية بمجرد وصولها إلى الأرض من أسرع نقطة، وسيلتقط "مسبار الأمل" صورته الأولى للمريخ أثناء مروره بالمدار البيضاوي المعروف أيضاً باسم "مدار الالتقاط" وهو المدار الأقرب للكوكب، وبعد نجاحه في الانتقال من مدار الالتقاط إلى المدار العلمي سيبدأ المسبار مهمته العلمية.

وستصل مركبة "تيانوين-1" الصينية بعد يوم واحد من وصول "مسبار الأمل"، وذلك في الـ 10 من فبراير، وفي حال نجحت المركبة في الهبوط على سطح المريخ، ستكون المرة الأولى التي تنجح فيها جمهورية الصين الشعبية في الهبوط على سطح المريخ وثاني دولة تنجح في القيام بذلك بعد الولايات المتحدة التي تعد الدولة الوحيدة التي نجحت في إنزال مركبة فضائية على سطح المريخ حتى الآن.

وستهبط مركبة "بيرسيفيرانس" الأميركية على فوهة "جيزيرو"، التي كانت في وقت مضى مزدهرة بالمياه، وستعكف على البحث عن دلائل وجود حياة سابقة أو ميكروبية على سطح الكوكب الأحمر.

وستعمل المهام الثلاث من أجل الهدف نفسه، وإن كانت بشكل منفصل لاستكشاف الكوكب الأحمر وستقوم كل مهمة بتوفير معلومات قيمة ومفصلة من أجل الوصول لفهم أفضل وأشمل للغلاف الجوي للمريخ وسطحه، وسيعمل "مسبار الأمل" بشكل خاص على رسم أول خريطة لمناخ وطقس الكوكب بأكمله، وتمثل جميع تلك الاكتشافات نقلة نوعية على طريق فهم مناخ الكوكب الأحمر وغلافه الجوي، الذي بدوره يعد عاملاً أساسياً في تمهيد الطريق لإقامة أول مستوطنة بشرية مستقبلية على سطح كوكب آخر غير كوكبنا الأرض.

فالإمارات اليوم تحقق إنجازاً علمياً فريداً من نوعه في المنطقة، وتكتب بيد أبنائها تاريخاً جديداً على سطح كوكب المريخ، وهذا ليس بغريب على بلد تبنى العلم واحترم العقول النابغة، ويطلع للمستقبل بالكفاح والعمل والعلم والأمل.
 
حول المؤلف
February 08, 2021 / 3:40 PM

مواضيع ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.